وزير التعليم العالي لمجلة le Reporter واقع وطموحات البحث العلمي 2013
ارشيف توجيه نت
أجرت المجلة الأسبوعية ""le Reporter" في عدد 24 أكتوبر 2013 ، مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي تطرق خلاله إلى مجموعة من القضايا المرتبطة بالتعليم العالي والبحث العلمي، كما كشف عن مجموعة من المستجدات في غاية الأهمية، نتعرف عليها من خلال نص الحوار التالي :
[color=#أي ميزانية للبحث العلمي في المغرب ؟[/color]
خصصنا خلال هذه السنة، للبحث العلمي غلافا ماليا يناهز 300 مليون درهما، وأبرمنا اتفاقية مع المكتب الشريف للفوسفاط الذي ساهم ب 90 مليون درهم. كما أننا بصدد التفاوض مع "مناجيم" لكي تقدم بدورها مساهمة. وتتوفر الوزارة على ميزانية تُقَدر بـــــ 200 مليون درهم، في حالة مَا إذا لم تستجب ميزانية 300 مليون للمشاريع المقترحة من طرف الوزارة.
[color=#وما هو نصيب مساهمة المقاولات العمومية والخاصة ؟ [/color]
نجري اتصالنا مع الأبناك وشركات التأمين، الذين عليهم الإسهام من جانبهم في أفق توفير بحث علمي جدير به بلد مثل المغرب.
[color=#كيف تقيمون البحث العلمي في المغرب ؟[/color]
يعكس البحث العلمي في بلادنا، الصورة التي نضعه فيها نحن. ولايُمكن أن ننتظر منه شيئا في وقت لا نقدم فيه أي شيء له.
[color=#ماذا عن التمويل ؟[/color]
يُكلف البحث العلمي على مستوى التمويل، الكثير، من ناحية الأدوات والمواد المُستهلكة، فَضْلا عن السفريات الخارجية والتنقلات الداخلية، التي تتم في دائرة التعاون الدولي.
[color=#وماذا بخصوص الإمكانيات المخولة للجامعات والمختبرات قصد النهوض بالبحث العلمي ؟ [/color]
رصدنا هذه السنة، إمكانيات مالية مهمة لهذه المُؤسسات، علما أن هُناك مشاريع سيتم تمويلها وفق ما تم اقتراحه، والتي لا تتعدى عشرة ملايين درهم. وهذا يعني أن الأساتذة الباحثون الذين يختارون مواضيع و يحصلون علي الدعم المالي لن يفكروا في أي مشكل مالي طيلة خمس سنوات من بحثهم، فالبحث العلمي، يجب أن يُغطي مجموعة سنوات وليس بضعة شهور فقط.
[color=# وما مآل التعاون الدولي ؟[/color]
اليوم هناك مقاولات إسبانية مستعدة للاستقرار بالمغرب من أجل تقديم يد المساعدة في مجال البحث العلمي إلى جانب الباحثين المغاربة، وطبعا من أجل الإنتاج لاحقا.
[color=#كيف يمكن لكم تحقيق كل هذه النتائج بميزانية لا تتعدى 1 بالمائة مخصصة للبحث العلمي ؟[/color]
لاعلاقة لهذا بذاك، فالهند عل سبيل المثال، تتوفر على ميزانية للبحث العلمي أقل من هذا الرقم (واحد بالمائة)، فضلا عن أني لا أطمع في البحث العلمي الموجه نحو "حرب النجوم". بقدر ما أننا نقوم بالبحث العلمي القادر على الاستجابة لحاجيات بلدنا وأولوياته وإمكاناته، ومن ذلك البحث العلمي المتعلق بمجالات الطب وصناعة الطيران، وصناعة السيارات، والكيمياء وغيرها، وفي هذا الصدد نتوفر على مختبرات، هي في حاجة طبعا إلى التقوية.
[color=#وأين هي الموارد البشرية في هذا الشأن ؟[/color]
يجب توفير الإمكانيات بهدف رفع عدد الباحثين في كل مختبر، لأن مختبرا يشتغل في حاجة إلى مناصب مالية قصد تحفيزه ومساعدته علي الرفع من وتيرة العمل، ثم إن هذه المختبرات بفضل الميزانية المرصودة لها، تتوفر اليوم على فرص سانحة للتعاون مع المختبرات الأجنبية (الإسبانية والفرنسية والكندية)، عكس ما كان سالفا، عندما كان المشكل يتوقف عن توفير تذاكر السفر في الطائرة، مما يحول دون انفتاح الباحث على الأفاق الواسعة للبحث العلمي.
[color=#ما هي مجهوداتكم على مستوى الشراكة من أجل فتح آفاق جديدة للبحث العلمي ؟[/color]
نظمنا اللقاء 5+5 الذي كان مخصصا للبحث العلمي، وبلاَدنا هي التي ترأست سكرتاريته إلى حدود 2015. ما نقوم به على هذا المستوى، كوننا بصدد إعداد الملفات بتعاون مع شركائنا الكنديين كما نقوم بالبحث العلمي بتعاون مع شركائنا البريطانيين واليابانيين.
فيوم الثلاثاء 22 أكتوبر المنصرم، نفذ ممثلو سبع جامعات يابانية زيارة للجامعات المغربية. وهذا يعني أننا نحاول رفع مستوى البحث العلمي ليُصبح قاعدة صلبة للجامعة المغربية. فالمغرب ذاع صيته في السياحة والفلاحة (الطماطم والحوامض)، ولكن غير معروف على المستوى الجامعي.
[color=#وماذا تنتظرون من قانون المالية الحالي، وما مدى تداعياته على البحث العلمي ؟[/color]
نَنْتَظَر أن يخرجنا من الأزمة، ولكن لا يستطيع المغرب الخروج منها باعتماده على مقوماته الذاتية فحسب، فنحن نخضع للتأثيرات الدولية.
[color=#إذا، ما هي تطلعاتكم ؟[/color]
رجائي أن تنطلق أوروبا من جديد لأنها تشكل قاطرة لإقلاع للمغرب، كما تُشكل أمريكا عامل إقلاع لأوروبا. كما ترون نَخْضَع لسلسلة مؤثرات أجنبية، ومن حُسن الطالع أننا ننخرط في هذه العولمة والحالة أن عددا كبيرا من البلدان توجد خارجها.
[color=#ومَاذَا تنتظرون بالضبط من هذه السلسلة الدولية المتشابكة ؟[/color]
ننتظر الكثير، والحالة أن المغرب دخل إلى قلعة المُنتظم الدولي مما يعني أنه غير معزول.
[color=#ما الجديد على الساحة المغاربية ؟[/color]
مجموعة 5+5 تضم كلا من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والمغرب. هناك الشيء الكثير مما يمكن تحقيقه علي هدا الصعيد. لكن ننتظر عودة الاستقرار في تونس وليبيا. المستجد الإيجابي هو كون وزير البحث العلمي الجزائري جد متفتح في هذا الميدان. الشيء الملموس هو كون مجموعة 5+5 قامت بعمل بناء وننتظر أن يعطي ثماره والحالة أن الجميع متفائل جدا. فالمغرب مكلف بتسيير الكتابة العامة لهذه المجموعة وهو مطالب بتهييئ ورقة الطريق للسنتين القادمتين. بالنسبة للأجندة فهي قيد الإنجاز بتعاون مع الشركاء. ليست لنا نية بإنجازها لوحدنا.
[color=#ما هي آفاق البحث العلمي في المغرب على المدى القصير ؟[/color]
البحث العلمي مقرون بالمدى البعيد والمتوسط، إنها مسألة أجيال، نتوفر اليوم على محطة للمعالجة مغربية محضة التي تشمل بخدماتها حوالي 25000 فرد والتي كلفتنا 600.000 درهم.
[color=#وماذا تنتظرون من حكومة ابن كيران ؟[/color]
(كُل خير) أنا مواطن مغربي، قَبل أن أكون وزيرا. كل ما ينتظره المغاربة أنتظره بدوري. مزيدا من العمل ومزيدا من النمو من أجل مزيد من الشغل والتشغيل، دُون إغفال التبعية للغرب. فنحن لسنا الأقل إقامة واستقامة حول حوض المتوسط. هنا نحقق معدل نمو بنسبة 4,5 في المائة مما يؤهلنا أن نكون الأحسن وعلي المغاربة الإقرار بهذا الإنجاز المتميز.
[color=#لَكن لدينا عجز في ميزانية الدولة؟[/color]
بكل تأكيد، ويناهز ستة بالمائة. ولأن الآلية الإحصائية لا تقرأ الواقع كما هو، في وقت تتغلب فيه العجلة الاقتصادية على ذلك العجز.
39 وزيرا، أليس بالكثير عن بلد مثل المغرب، سيما أنكم كُنتم دائما من مُؤيدي تقليص الحقائب وهذا ما كشف عنه رئيس الحكومة مِؤخرا، ما تعقيبكم ؟
بطبيعة الحال هذا كثير، وبما أنه في المغرب أربعة أحزاب هي التي تشكل الحُكومة، فقد تم حسم الأمر في ذلك.
حاوره: محمد نافعة
Source et traduction : pjd.ma