التوجيه التربوي:المفهوم والاهداف والمناهج
[fontتقع إشكالية التوجيه في نقطة تلاقي ديناميتين: دينامية تطور العالم السوسيو اقتصادي، ودينامية النمو الشخصي للفرد. وتُطرح بجدل في نقطة تشابك عدة عوامل سيكولوجية وعائلية ومؤسساتية واجتماعية واقتصادية، وخاصة عند محاولة الربط بين ميولات وقدرات الأفراد، من جهة، وإمكانية إدماجهم بفعالية في التنظيمات الاجتماعية والسوسيو اقتصادية والمهنية، من جهة أخرى. ويزداد هذا التعقيد مع تطور الأنظ[fontمة الاقتصادية موازاة مع التطور التكنولوجي، وما لذلك من تأثير على أساليب الإنتاج، وبالتالي على أنماط التشغيل. وعليه، يقتضي نظام التربية والتكوين مسايرة ومواكبة هذه التطورات، الشيء الذي يستدعي إدراج إصلاحات عميقة على مستوى المناهج التربوية، وهيكلة الأسلاك التعليمية والتكوينية، وتنظيم الدراسة بها، وتقنين آفاقها وتكييفها مع متطلبات سوق الشغل. وهنا تتجلى مكانة التوجيه التربوي كآلية تساهم في تحقيق هذه المواءمة بين التعلمات والتطلعات والجانبيات المهنية المطلوبة.
[fontولمواجهة الحركية السوسيو اقتصادية والتطور التكنولوجي، برزت عدة مقاربات وممارسات للتوجيه ذات أبعاد وتوجهات تربوية متعددة، فأصبح المهتمون بالتوجيه في فرنسا مثلا، يتحدثون عن "تربية الاختيارات"، وفي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا عن"التربية المهنية"، أما في إقليم كيبيك بكندا فيتحدثون عن"تنشيط الميولات المهنية".
[fontوهكذا، ومواكبة لهذه المقاربات التي أثبتت جدواها وفعاليتها، لم تعد غايات نظام التربية والتكوين المغربي تنحصر في تحصيل المعارف والتعلمات فقط، بل هو في خضم تعزيزها بإرساء مقاربة تربوية في هذا المجال، تسعى إلى إكساب التلميذ المغربي كفايات ومهارات وقدرات تمكنه من التموقع والتكيف في ومع متغيرات الذات والمحيط، وبالتالي جعله متدخلا وفاعلا مسؤولا في اتخاذ القرارات المتعلقة بمساره الدراسي والمهني والحياتي.
[fontوسعيا إلى استيعاب وإدماج هذه المقاربة وتحقيق الأهداف المتوخاة من التوجيه التربوي، وتتويجا للإصلاحات المتتالية التي خضع لها نظام التوجيه، تم إرساء منظومة للاستشارة والتوجيه محددة الوظائف والآليات بصيغة تستشرف ما نص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين في هذا الشأن، وخاصة ما جاء في دعامته السادسة، حيث التنصيص على كون التوجيه جزءا لا يتجزأ من التربية والتكوين، باعتباره وظيفة لمواكبة المتعلمين، ابتداء من السنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي إلى التعليم العالي، وتيسير نضجهم وميولاتهم وملكاتهم واختياراتهم التربوية والمهنية.
أهم أهداف التوجيه[/color]
[font=Monotype Kouf1-تحقيق الذات :[/color]
إن الهدف الرئيسي للتوجيه هو العمل مع الفرد لتحقيق الذات والعمل مع الفرد يقصد به التعامل معه حسب حالته سواءً كان عادياً أو متفوقاً أو ضعيف العقل أو متأخراً دراسياً أو متفوقاً أوجانحاً .
[font=Monotype Kouf 2[font=Monotype Kouf- تحقيق التوافق :[/color]
أي تناول السلوك والبيئة والطبيعة الاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته .
وأهم مجالات تحقيق التوافق هي :
أ / تحقيق التوافق الشخصي : أي تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية والأولية والفطرية
ب / تحقيق التوافق التربوي : وذلك عن طريق مساعدة الفرد في اختيار انسب المواد الدراسية التي تتناسب مع قدراته وميوله إلى أقصى حد ممكن مما يحقق له النجاح الدراسي .
ج / تحقيق التوافق المهني : ويتضمن الاختيارالمناسب للمهنة .
د / تحقيق التوافق الاجتماعي : ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع .
[font=Monotype Kouf3- تحقيق الصحة النفسية : [/color]وهو من أهم أهداف التوجيه
[font=Monotype Kouf4-تحسين العملية التربوية :[/color]وذلك يكون عن طريق :
· إثارة الدافعيةوالحوافزوتشجيع الرغبة في التحصيل باستخدام الثواب والتعزيز
· العمل وفق الفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم.
· إعطاء معلومات مهنية واجتماعية تفيد في معرفة التلميذ لذاته وتحقيق التوافق النفسي .
· توجيه التلاميذ إلى طريق المذاكرة والتحصيل السليم.
مناهج التوجيه
1-[font=Monotype Kouf المنهج الإنمائي:[/color]الإجراءات التي تؤدي إلى النمو السوي لدىالأسوياء والعاديين خلال رحلة نموهم حتى يتحقق الوصول بهم إلى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية والتوافق النفسي .
2-[font=Monotype Kouf المنهج الوقائي:[/color]
يهتم بالأسوياء والأصحاء قبل اهتمامه بالمرضى وللمنهج ثلاث مستويات هي :
أ / الوقاية الأولية : وهي محاولة منع حدوث المشكلات
ب / الوقاية الثانوية : محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطرابات
ج / الوقاية من الدرجة الثالثة : محاولة تقليل اثر إعاقة الاضطراب
3-[font=Monotype Koufالمنهج العلاجي :[/color]
وهو علاج المشكلات والاضطرابات النفسية .