ismagi
racus

موضوع الإعلام والمساعدة على التوجيه بين السيرورة والظرفية- بكنزيز

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع mohammed
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

mohammed

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
موضوع: الإعلام والمساعدة على التوجيه بين السيرورة والظرفية
%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%83%D9%86%D8%B2%D9%8A%D8%B2.jpg
مع دخول شهر مارس من كل سنة دراسية يكثر الطلب على البحث عن المعلومة الخاصة بالإعلام والمساعدة على التوجيه ، كأن الاعلام والتوجيه التربوي لا يبدا الا في هذا الوقت بالذات. كما ان غالبية ملتقيات الاعلام والمساعدة على التوجيه المدرسي والجامعي والمهني تواكب تقديم المعلومات الخاصة بمؤسسات التعليم العالي العمومية والخصوصية و مختلف مؤسسات التكوين حسب اختيار التلاميذ ،وفي هذا الظرف بالذات كذلك.
ان الميثاق الوطني للتربية والتكوين يعتبر التوجيه التربوي " جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين ، بوصفها وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية، واعادة توجيههم كلما دعت الضرورة الى ذلك ، ابتداء من السنة الثانية من المدرسة الاعدادية الى التعليم العالي." هذه المواكبة اذن تصاحب التلميذ في كل مراحله الدراسية وخلال السنة الدراسية كلها.
* فهل كل المتدخلين في شان التوجيه التربوي واعون بذلك؟
*هل الامكانيات متوفرة لهذه المواكبة؟
*هل التلاميذ يتوفرون على مشروع شخصي يحفزهم على الدراسة ؟
* الا يمكن اعتبار بعض العادات في تصرفاتنا، مثل تأخير انجاز بعض الاشغال او تحضير بعض المتطلبات الى اخر لحظة، هو سبب عدم التفكير في التحضير المبكر والتفكير في المشروع الشخصي...؟
* هل التربية على الاختيار يمكن اعتبارها حلا لتحفيز التلاميذ على وضع مشروع شخصي والعمل على تحقيقه؟
* هل انشطة دليل الاعلام والمساعدة على التوجيه يمكن ان تساعد كل المتدخلين على تدريب التلميذ على الاختيار الصائب ؟
ان التوجيه التربوي يعتمد على عدة نظريات في هذا المجال ، خلاصتها هي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، اخذة بعين الاعتبار كل تحولات الذات والمحيط وتطور سوق الشغل.
فالتوجيه التربوي هو شان الجميع ، من اسرة ومجتمع مدني وهيئات الادارة والتدريس والتأطير وجمعيات امهاء واباء واولياء التلاميذ واطر متخصصة في المجال والمهنيين والمساعدين في المجال الاجتماعي والصحي... كلها تتدخل في مساعدة التلميذ في اختياراته، لكن الاشكال المطروح هو ان كل هؤلاء المتدخلين نادرا ما يلتقون(او لا يلتقون قط ) في التنسيق وتبادل المعلومات والآراء حول ما يتقدم به التلاميذ من مشاريع شخصية - ان وجدت لدى بعضهم - والعمل على مساعدتهم وتوفير ظروف تحقيقها .
من هذا المنطلق ، لابد اذن من خلق جو التعاون والتشارك في هذا المجال وكل مجالات الحياة المدرسية بين كل هؤلاء المتدخلين حتى يحس التلميذ انه يعيش في وسط تنسجم كل مكوناته لكي ينصب اهتمامه على الدراسة والتفكير في مشروعه الدراسي والمهني وبالتالي مشروع حياته.
فمصاحبة التلميذ من طرف كل المتدخلين في عملية التوجيه التربوي خلال تمدرسه يجعل هذه العملية سيرورة في مساعدته على النضج في كل اشكاله ، نضجه لبناء مشروعه الشخصي والمهني ، وهذا لن يتأتى الا بتدريبه على انجاز انشطة مرتبطة بالتوجيه التربوي و التربية على الاختيار، هذه الاخيرة التي ستنمي فيه حب الاستكشاف والاستطلاع وملامسة واقع التكوينات والمهن.
ان القيام بزيارات استكشافية الى معاهد ومدارس عليا ومختلف مراكز التكوينات بشتى انواعها والى المقاولات المتنوعة في صناعاتها وعقد لقاءات مع المهنيين بشتى تخصصاتهم و تقمص اداور بعض المهنيين والقيام بتداريب متنوعة في كل المهن التي ينجذب اليها التلميذ...كل هذه التمارين ستجعله يفكر جيدا في طريقة بناء مشروعه وستتيح له فرصة كبيرة في استكشاف ذاته ومحيطه الدراسي والمهني وبالتالي ستشجعه على القضاء على الظرفية التي كان يتبناها في توجيهه و بناء مشروعه .
فبنيات الاعلام والمساعدة على التوجيه ( الادارية والخدماتية والتاطيرية ) ، التي جاء بها البرنامج الاستعجالي ، من وحدة مركزية و مراكز جهوية واقليمية و فضاءات الاعلام والمساعدة على التوجيه ومكاتب الاعلام والتوجيه بالأكاديميات والنيابات...كلها تقدم خدمات على طول السنة وتعمل على انتاج مذكرات ووثائق تساير المستجدات في هذا المجال وتقدم اعلاما كاملا ومضبوطا للمتعلمين واوليائهم حول امكانيات الدراسة والتشغيل وتساعدهم على بلورة اختياراتهم في التوجيه ومشاريعهم الشخصية...
هذا التوجه في مساعدة التلميذ في تحقيق غاياته يتطلب امكانيات ووسائل متنوعة وتظافر جهود كل الاطراف المعنية وكل المتدخلين وتعاونهم وفهمهم لأليات الاشتغال في هذا المجال الحيوي الذي يتطلب اعطاء حرية الاختيار للتلميذ مع استشارته في كل المستجدات التي يكمن اعتمادها فيه وفي الوقت المناسب . وبهذا نكون قد تجاوزنا الظرفية في هذا المجال الى سيرورة ومواكبة دائمة للتلميذ.
محمد بكنزيز
اطار في التوجيه التربوي
 
عودة
أعلى