البكالوريا الدولية بين الإيقاع المدرسي و الواقع الدولي.
بقلم مستشار التوجيه التربوي: سكا موحتي
في ظل مايعرفه المغرب من انفتاح اقتصادي وروابط ديبلوماسية جيدة مع دول جنوب الصحراء الذي تجسده فروع الشركات الكبرى المغربية العاملة هناك في عدة مجالات :الخدمات ،التعمير،التعذين وكذلك اتفاقيات ذات طبيعة فلاحية ، ذون نسيان دورالمحوري للمغرب في مساعدة هذه الدول في مؤسسة الجانب الذيني الروحاني لها، حيث أصبحت الدول الشمال تطلب ود المغرب في هذا المجال وكذا استطاع المغرب في السنوات الأخيرة تطوير قاعدة للصناعات المرتبطة بالطيران بموازة تزايد الإستثمارات الأجنبية كل هذه العوامل منحت للمغرب شرف تنظيم مؤتمر القمة العالمي للريادة الأعمال بمراكش الذي تم على اعتبار للدور الفعال في في مجال التنمية الإقتصادية بإفريقيا. انطلاقا من هذه المتغيرات المذكورة سلفا فرضت على الفاعل التربوي تبني خيارات استراتجية في مجال التربية والتكوين لمسايرة هذه الطفرة الدبلوماسية و الإقتصادية ،ذلك بتكوين ناشئة ذات صبغة دولية القادرة على التأقلم في عالم متغير لايعرف منطق الدولة المحافظة. إن تفاعل هذه المؤشرات يزكي ويجيب المناهضين لتوجه الجديد الذي يؤسس للبكالوريا الدولية في المؤسسات التعليمية.
الإختلاف بين البكالوريا الوطنية والدولية، يتجلى في معدل الساعات المخصصة للغة الأجنبية ( الفرنسية , الإنجليزية و الإسبانية) .إذ أن التلاميذ مثلا الشعبة الفرنسية تخصص لهم 6 ساعات في اللغة الفرنسية مقابل أربع ساعات لباقي التلاميذ ، كذا استفادتهم من بعض الأنشطة الثقافية مع تلاميذ احدى الثانويات الفرنسية و المعهد الثقافي الفرنسي ،نفس الشيء بالنسبة لباقي الشعب( الإنجليزية , أسبانية) حسب الإتفاقية المبرمة مع القائم بأعمال السفارة البريطانية بالمغرب ومستشار سفارة اسبانيا بالرباط في التربية وممثل مؤسسة " British Council Maroc ". فيما يخص التوجه العلمي فإن تدريس المواد العلمية ( الرياضيات,العلوم الفيزيائية و علوم الحياة و الأرض) يتم باللغة الفرنسية ذلك بترجمة المقرر التعليمي الخاص بتلاميذ البكالوريا الوطنية، في ظل غياب مقرر الخاص بالبكالوريا الدولية.بيد أن المادة 112 من ميثاق التربية و التكوين تدعو الى إلزامية الإستعداد لفتح شعب البحث العلمي المتطور و التعليم العالي باللغة العربية وإدراج هذا المجهود في إطار مشروع مستقبلي طموح ذي أبعاد ثقافية وعلمية معاصرة، وهو نوع من التناقض الذي يجب أن نحيطه بعين الإعتبار، ذلك بمراجعة مواد الميثاق في اجماليتها وهو دورالمخول للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
في ظل هذا الخضم فقد نظمت عدة لقاءات حول هذا المستجد ، لتوضيح الرؤى بحضور المسؤولين عن الشأن التربوي . من بينها القاء الذي نظم من طرف الرابطة المحمدية للعلماء تحت عنوان "الإسلام و العلم" وصل الحضور الى خلاصة. أن اتقان اللغات أضحى يكتسي ضرورة قصوى في عالم اليوم،حيث أن تفتح الذهن مرتبط بمعرفة اللغات الأجنبية، للتكمن من الإطلاع على مجمل الإكتشافات العلمية و المقالات التي يعج بها الفضاء الإلكتروني في تخصصات العلوم البحث.فيما عبر مهتمون بالشأن التربوي على أن تعميم هذه التجربة على جميع مؤسسات التعليم المدرسي ستعود بالنفع على التلاميذ خصوصا ذوي الطموح لولوج الأقسام التحضيرية لكبريات مدارس الهندسة : البوليتكنيك و مدارس القناطرو مدارس الإقتصاد و الجامعات الكبرى. يبقى التساؤل المطروح هل سيكون للبكالوريا الوطنية أي مكانة أو حضوض من أجل التسجيل في الجامعات الفرنسية وغيرها مقارنة بنظيرتها الدولية التي ستفتح لها رحاب واسعة؟
في المقابل ظهر تيارمتحفظ ، الذي يدعي أن خلق هذا المسلك هو بمثابة مقدمات الأولى لإحداث شرخ في المنظومة التعليمية في المغرب ، بحيث سينبثق تعليم نظامي فرنسي في المغرب الى جانب تعليم وطني ، الذي سيكون له بالتدريج الأثر في تغيير كل التوجهات الإستراتجية التي تم التوافق عليها في ميثاق التربية و التكوين.واعتبر أن هذا الإجراء هو بمثابة التبعية للنموذج الفرنسي و تعميق الإرتباط بالمركز الفرونكوفوني ضدا عن كل المكتسبات النقاش اللغوي وتوجيها لعملية إصلاح التعليم المنتظرة قبل الإنتهاء من الشكل الجديد للمجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي.
حسب اعتقادي إن ارساء هذه البكالوريا، يتطلب خلق أرضية خصبة لنجاح هذا المشروع التربوي بترتيب مكوناته وتكوين المتدخلين في التأطيرو التنظيم ،عندما نتطلع على المذكرة فإننا نقف على بعض الثغرات وهي في رأيي عادية نظرا للوقت الذي أخدته العملية جعلها لم تنضج بما يكفي موضوعا وسياقا وهو ما سيتأتى مع التجريب .
المسألة الأولى التي يجب مجابتها وهي بناء برامج و مقررات خاصة التي تساير هذا التوجه الجديد، بحيث يصبح التكوين يحاكي متغيرات الخارجية دون الإعتماد على ترجمة برامج المعتمدة في البكالوريا الوطنية العادية .
- تنظيم دورات التكوين المستمر للأساتذة الذين أسند لهم تدريس مسلك البكالوريا الدولية ، على أساس الأهداف الملائمة لهذا المستجد من جانبه التعليمي و البيداغوجي وأخد بعين الإعتبارمقترحات الأطر الساهرة على نجاح هذه العملية من أطر التوجيه التربوي والأطر الإدارية المستقبلة لهذه البكالوريا ، ذلك بتحسين وتجويد المردود التربوي بتفعيل الدعامة الثالثة عشرة من ميثاق التربية و التكوين.
- خلق جدع مشترك تكنولوجي دولي طبقا للمادة 75 من ميثاق التربية التكوين وهو الشيء الغائب في المذكرة الوزارية المنظمة للتوجيه وإعادة التوجيه. للإعطاء للتلاميذ مرونة في الإنتقال بين مسالك البكالوريا الدولية و الوطنية، لتعزيز المادة 30 من الميثاق التي تحث على تقوية التوجيه الى الشعب العلمية و التقنية و المهنية، لتستقبل على الأقل الثلثين من مجموع تلاميذ التعليم الثانوي.
- تنظيم لقاءات و ندوات مع الأطر المتدخلة في ارساء هذا المشروع ، من أطر التوجيه والإدارة و المراقبة التربوية على صعيد الأكاديميات الجهوية، لتوضيح الرؤى ومعرفة كل طرف مسؤوليته المعنوية وحدود التدخل.
- القيام بتشخيص أولي لتجربة في نهاية السنة الدراسية للجدوع الدولية ( جدع مشترك أدب وعلوم انسانية دولي وجدع مشترك علمي دولي) ، للوقوف على المشاكل والإكراهات التي تحول دون نجاحها.
- التفكير في خلق عتبة مبكرة للتوجيه التربوي في مستوى السادسة ابتدائي نحو تعليم ثانوي اعدادي دولي (اللغة الفرنسية) الذي يجب التفكير في كيفية ارسائه وهدا الإجراء سيقينا من سكزوفرينية لغوية عربي-فرنسي.
- إشراك وسائل الإعلام بجميع مكوناتها مرئية ،مسموعة وإلكترونية، لتعريف بهذا المشروع الفتي في أفق توضيح الآفاق المستقبلية لبكالوريا الدولية للأباء وأولياء التلاميذ.
في الأخير هروبا من كل فكر شوفيني الذي يعارض كل ماهو حداثي ويستغل ورقة التعليم في مآرب سياسية ، فإن البكالوريا الدولية هي اختيارية وليست اجبارية ترمي الى تحسين مستوى تمكن التلاميذ الثانوي التأهيلي من لغة أجنبية وإعدادهم لولوج التعليم العالي وهو مايتوافق مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين"التحكم في اللغات الأجنبية" و " تلاؤم بين النظام التربوي و المحيط الإقتصادي".إن نجاح هذا الرهان يستلزم تحسيس كل الفاعلين المتذخلين في ارساء هذه التجربة من أطر التوجيه التربوي وإدارية والمراقبة التربوية ،وتوفير جميع المعايير اللوجستكية و البيداغوجية .
بقلم مستشار التوجيه التربوي: سكا موحتي
الإختلاف بين البكالوريا الوطنية والدولية، يتجلى في معدل الساعات المخصصة للغة الأجنبية ( الفرنسية , الإنجليزية و الإسبانية) .إذ أن التلاميذ مثلا الشعبة الفرنسية تخصص لهم 6 ساعات في اللغة الفرنسية مقابل أربع ساعات لباقي التلاميذ ، كذا استفادتهم من بعض الأنشطة الثقافية مع تلاميذ احدى الثانويات الفرنسية و المعهد الثقافي الفرنسي ،نفس الشيء بالنسبة لباقي الشعب( الإنجليزية , أسبانية) حسب الإتفاقية المبرمة مع القائم بأعمال السفارة البريطانية بالمغرب ومستشار سفارة اسبانيا بالرباط في التربية وممثل مؤسسة " British Council Maroc ". فيما يخص التوجه العلمي فإن تدريس المواد العلمية ( الرياضيات,العلوم الفيزيائية و علوم الحياة و الأرض) يتم باللغة الفرنسية ذلك بترجمة المقرر التعليمي الخاص بتلاميذ البكالوريا الوطنية، في ظل غياب مقرر الخاص بالبكالوريا الدولية.بيد أن المادة 112 من ميثاق التربية و التكوين تدعو الى إلزامية الإستعداد لفتح شعب البحث العلمي المتطور و التعليم العالي باللغة العربية وإدراج هذا المجهود في إطار مشروع مستقبلي طموح ذي أبعاد ثقافية وعلمية معاصرة، وهو نوع من التناقض الذي يجب أن نحيطه بعين الإعتبار، ذلك بمراجعة مواد الميثاق في اجماليتها وهو دورالمخول للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
في ظل هذا الخضم فقد نظمت عدة لقاءات حول هذا المستجد ، لتوضيح الرؤى بحضور المسؤولين عن الشأن التربوي . من بينها القاء الذي نظم من طرف الرابطة المحمدية للعلماء تحت عنوان "الإسلام و العلم" وصل الحضور الى خلاصة. أن اتقان اللغات أضحى يكتسي ضرورة قصوى في عالم اليوم،حيث أن تفتح الذهن مرتبط بمعرفة اللغات الأجنبية، للتكمن من الإطلاع على مجمل الإكتشافات العلمية و المقالات التي يعج بها الفضاء الإلكتروني في تخصصات العلوم البحث.فيما عبر مهتمون بالشأن التربوي على أن تعميم هذه التجربة على جميع مؤسسات التعليم المدرسي ستعود بالنفع على التلاميذ خصوصا ذوي الطموح لولوج الأقسام التحضيرية لكبريات مدارس الهندسة : البوليتكنيك و مدارس القناطرو مدارس الإقتصاد و الجامعات الكبرى. يبقى التساؤل المطروح هل سيكون للبكالوريا الوطنية أي مكانة أو حضوض من أجل التسجيل في الجامعات الفرنسية وغيرها مقارنة بنظيرتها الدولية التي ستفتح لها رحاب واسعة؟
في المقابل ظهر تيارمتحفظ ، الذي يدعي أن خلق هذا المسلك هو بمثابة مقدمات الأولى لإحداث شرخ في المنظومة التعليمية في المغرب ، بحيث سينبثق تعليم نظامي فرنسي في المغرب الى جانب تعليم وطني ، الذي سيكون له بالتدريج الأثر في تغيير كل التوجهات الإستراتجية التي تم التوافق عليها في ميثاق التربية و التكوين.واعتبر أن هذا الإجراء هو بمثابة التبعية للنموذج الفرنسي و تعميق الإرتباط بالمركز الفرونكوفوني ضدا عن كل المكتسبات النقاش اللغوي وتوجيها لعملية إصلاح التعليم المنتظرة قبل الإنتهاء من الشكل الجديد للمجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي.
حسب اعتقادي إن ارساء هذه البكالوريا، يتطلب خلق أرضية خصبة لنجاح هذا المشروع التربوي بترتيب مكوناته وتكوين المتدخلين في التأطيرو التنظيم ،عندما نتطلع على المذكرة فإننا نقف على بعض الثغرات وهي في رأيي عادية نظرا للوقت الذي أخدته العملية جعلها لم تنضج بما يكفي موضوعا وسياقا وهو ما سيتأتى مع التجريب .
المسألة الأولى التي يجب مجابتها وهي بناء برامج و مقررات خاصة التي تساير هذا التوجه الجديد، بحيث يصبح التكوين يحاكي متغيرات الخارجية دون الإعتماد على ترجمة برامج المعتمدة في البكالوريا الوطنية العادية .
- تنظيم دورات التكوين المستمر للأساتذة الذين أسند لهم تدريس مسلك البكالوريا الدولية ، على أساس الأهداف الملائمة لهذا المستجد من جانبه التعليمي و البيداغوجي وأخد بعين الإعتبارمقترحات الأطر الساهرة على نجاح هذه العملية من أطر التوجيه التربوي والأطر الإدارية المستقبلة لهذه البكالوريا ، ذلك بتحسين وتجويد المردود التربوي بتفعيل الدعامة الثالثة عشرة من ميثاق التربية و التكوين.
- خلق جدع مشترك تكنولوجي دولي طبقا للمادة 75 من ميثاق التربية التكوين وهو الشيء الغائب في المذكرة الوزارية المنظمة للتوجيه وإعادة التوجيه. للإعطاء للتلاميذ مرونة في الإنتقال بين مسالك البكالوريا الدولية و الوطنية، لتعزيز المادة 30 من الميثاق التي تحث على تقوية التوجيه الى الشعب العلمية و التقنية و المهنية، لتستقبل على الأقل الثلثين من مجموع تلاميذ التعليم الثانوي.
- تنظيم لقاءات و ندوات مع الأطر المتدخلة في ارساء هذا المشروع ، من أطر التوجيه والإدارة و المراقبة التربوية على صعيد الأكاديميات الجهوية، لتوضيح الرؤى ومعرفة كل طرف مسؤوليته المعنوية وحدود التدخل.
- القيام بتشخيص أولي لتجربة في نهاية السنة الدراسية للجدوع الدولية ( جدع مشترك أدب وعلوم انسانية دولي وجدع مشترك علمي دولي) ، للوقوف على المشاكل والإكراهات التي تحول دون نجاحها.
- التفكير في خلق عتبة مبكرة للتوجيه التربوي في مستوى السادسة ابتدائي نحو تعليم ثانوي اعدادي دولي (اللغة الفرنسية) الذي يجب التفكير في كيفية ارسائه وهدا الإجراء سيقينا من سكزوفرينية لغوية عربي-فرنسي.
- إشراك وسائل الإعلام بجميع مكوناتها مرئية ،مسموعة وإلكترونية، لتعريف بهذا المشروع الفتي في أفق توضيح الآفاق المستقبلية لبكالوريا الدولية للأباء وأولياء التلاميذ.
في الأخير هروبا من كل فكر شوفيني الذي يعارض كل ماهو حداثي ويستغل ورقة التعليم في مآرب سياسية ، فإن البكالوريا الدولية هي اختيارية وليست اجبارية ترمي الى تحسين مستوى تمكن التلاميذ الثانوي التأهيلي من لغة أجنبية وإعدادهم لولوج التعليم العالي وهو مايتوافق مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين"التحكم في اللغات الأجنبية" و " تلاؤم بين النظام التربوي و المحيط الإقتصادي".إن نجاح هذا الرهان يستلزم تحسيس كل الفاعلين المتذخلين في ارساء هذه التجربة من أطر التوجيه التربوي وإدارية والمراقبة التربوية ،وتوفير جميع المعايير اللوجستكية و البيداغوجية .