ارتفاع حمى الساعات الإضافية لدى أولياء تلاميذ الباكالوريا بعد ظهور نتائج الدورة الأولى
بقلم: حسن العيساتي
مستشار في التوجيه التربوي
مع اقتراب الامتحان الوطني لتلاميذ السنة الثانية باكالوريا تشتعل سوق الساعات الإضافية لتبلغ أرقاما مرتفعة مبالغ فيها أحيانا، والسبب يرجع إلى ظهور نتائج الدورة الأولى وخصوصا المواد العلمية من فيزياء و رياضيات و علوم الحياة و الأرض، الاباء يستثمرون كل حسب إمكاناته فتجد الطبقة المتوسطة تلجئ لخدمات الثانويات التأهيلية العمومية التي تفتح أبوابها لدروس التقوية الليلية في بادرة محمودة بشراكة مع بعض المراكز الثقافية أو بعض الجمعيات في عملية غير مكلفة بشكل كبير يحاكي فيها التلميذ نفس الجو و الظروف التي يعيشها في القسم مع اختلاف فقط في الأصدقاء الذين يشتركون نفس القاعة.
تلاميذ اخرون يلجؤون إلى المراكز المنتشرة بشكل كبير في الأحياء و التي يديرها أساتذة و أستاذات توفر دروس دعم و تقوية و مجموعة من التمارين التي سبق و أن طرحت في الامتحانات لدورات سابقة، هناك طبقة أخرى تساعدها إمكانياتها المادية في أن تذهب بابنها إلى منزل الأستاذ أو الأستاذة ليستفيد من الدعم مع عدد محدود من أقرانه و يكون هذا التعامل أنجع من أقسام الدعم التي بدأت تعاني كذلك من ظاهرة الاكتظاظ كما هو الشأن بالنسبة للأقسام النظامية، غير أن إكراهات هذه العملية تتمثل في التوقيت الذي لا يكون مناسبا دائما للتحصيل و الذي يراعي مدى جاهزية المتلقي و توفر شروط الانتباه لتلقي دروس الدعم خاصة و أنه قضى مدة زمنية مهمة قد تصل إلى ثمان ساعات في اليوم في التحصيل داخل الفصل، حيث نجد تلاميذ يبدؤون دروس الدعم و التقوية على الساعة السادسة صباحا عند الأستاذ في منزله لينتقل بعدها إلى المؤسسة التي يتابع بها دراسته بها، على أن يعود لتلقي درس اخر للدعم عند استاذ اخر في ساعة متأخرة تصل أحيانا إلى ما بعد منتصف الليل.
بالإضافة إلى هذه الفئات هناك الفئة الثالثة الأكثر حظا و هي التي تمكن من استقبال الأستاذ المتخصص في مادة معينة في البيت ليدرس التلميذ لوحده و طبعا هذه العملية مكلفة من جهة لأن الأستاذ يضيع إمكانات استقبال تلاميذ اخرين و ما يحرمه من دخل إضافي، ومن جهة أخرى نظرا لتسلل ظاهرة النجومية إلى هذه الفئة من الأساتذة حتى بات الطلب على بعض الأساتذة بعينهم دون غيرهم كبيرا جدا بسبب ما يتواتر من أخبار و إشاعات عن ما يعتقد أنها قدرات خاصة في التلقين و التدريس تجعل من التلميذ مؤهلا أكثر للحصول على نقط مرتفعة في الامتحان الوطني، وكذلك ما يسوقه البعض على نفسه من قدرات على التنبؤ بالمواضيع التي ستقترح في الامتحانات. وجب التذكير والتنويه بالعدد الكبير من هؤلاء الأساتذة الذين يقومون بساعات خاصة للدعم في مراكز وجمعيات بشكل تطوعي ومجاني احتراما لنبل الرسالة التعليمية.
السؤال الذي يطرحه الاباء والأمهات بعد هذا المجهود هو ما العمل إذا جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن وحصل التلميذ على نقط غير مرتفعة رغم كل هذه المجهودات:
أولا يجب التذكير أن النقط المحصل عليها في الدورة الأولى و إن كانت غير مرتفعة فهي جزء فقط من المعدل العام الذي لا يجب أن ننسى أن خمسين في المائة منه ما تزال أمام التلميذ إمكانية بلوغها و هي الخاصة بالامتحان الوطني إضافة إلى جزء من المراقبة المستمرة و الامتحان الجهوي، امتحانات الدورة الأولى هي جرس إنذار و ليس صافرة النهاية، ثانيا و بلغة سباقات الجري فإن التلميذ الان في الأربعمائة متر الأخيرة وهي الأشهر الأخيرة قبل الامتحان حيث يجب استثمار تراكمات السنة و نصف الأخيرة من سلك الباكالوريا بشكل ذكي و هادئ و الابتعاد ما أمكن عن الإشاعات و الإكثار من التلقي للمادة، ما يتلقاه التلميذ داخل الفصل و ما تلقاه خلال السنة و النصف الماضية يعد شاملا و كاملا لما سيمتحن فيه و بالتالي و جب التركيز فقط و استثمار هذه المكتسبات بشكل مناسب، التلميذ في هذه المرحلة العمرية له قدرات تبقى محدودة لا يجب إطلاقا استنزافها بطول السهر و التلقي بل يجب الترويح عن النفس ما أمكن و تغيير جو الدراسة، التوبيخ الشديد للتلميذ في هذه المرحلة بالذات له نتائج عكسية تماما، كما أن المقارنة مع تلاميذ اخرين من الجيران أو العائلة مسألة غير عادلة بالنظر إلى اختلاف ظروف التحصيل، باختلاف المؤسسات التعليمية و تباين مستويات الذكاء لدى التلاميذ.
بقلم: حسن العيساتي
مستشار في التوجيه التربوي
تلاميذ اخرون يلجؤون إلى المراكز المنتشرة بشكل كبير في الأحياء و التي يديرها أساتذة و أستاذات توفر دروس دعم و تقوية و مجموعة من التمارين التي سبق و أن طرحت في الامتحانات لدورات سابقة، هناك طبقة أخرى تساعدها إمكانياتها المادية في أن تذهب بابنها إلى منزل الأستاذ أو الأستاذة ليستفيد من الدعم مع عدد محدود من أقرانه و يكون هذا التعامل أنجع من أقسام الدعم التي بدأت تعاني كذلك من ظاهرة الاكتظاظ كما هو الشأن بالنسبة للأقسام النظامية، غير أن إكراهات هذه العملية تتمثل في التوقيت الذي لا يكون مناسبا دائما للتحصيل و الذي يراعي مدى جاهزية المتلقي و توفر شروط الانتباه لتلقي دروس الدعم خاصة و أنه قضى مدة زمنية مهمة قد تصل إلى ثمان ساعات في اليوم في التحصيل داخل الفصل، حيث نجد تلاميذ يبدؤون دروس الدعم و التقوية على الساعة السادسة صباحا عند الأستاذ في منزله لينتقل بعدها إلى المؤسسة التي يتابع بها دراسته بها، على أن يعود لتلقي درس اخر للدعم عند استاذ اخر في ساعة متأخرة تصل أحيانا إلى ما بعد منتصف الليل.
بالإضافة إلى هذه الفئات هناك الفئة الثالثة الأكثر حظا و هي التي تمكن من استقبال الأستاذ المتخصص في مادة معينة في البيت ليدرس التلميذ لوحده و طبعا هذه العملية مكلفة من جهة لأن الأستاذ يضيع إمكانات استقبال تلاميذ اخرين و ما يحرمه من دخل إضافي، ومن جهة أخرى نظرا لتسلل ظاهرة النجومية إلى هذه الفئة من الأساتذة حتى بات الطلب على بعض الأساتذة بعينهم دون غيرهم كبيرا جدا بسبب ما يتواتر من أخبار و إشاعات عن ما يعتقد أنها قدرات خاصة في التلقين و التدريس تجعل من التلميذ مؤهلا أكثر للحصول على نقط مرتفعة في الامتحان الوطني، وكذلك ما يسوقه البعض على نفسه من قدرات على التنبؤ بالمواضيع التي ستقترح في الامتحانات. وجب التذكير والتنويه بالعدد الكبير من هؤلاء الأساتذة الذين يقومون بساعات خاصة للدعم في مراكز وجمعيات بشكل تطوعي ومجاني احتراما لنبل الرسالة التعليمية.
السؤال الذي يطرحه الاباء والأمهات بعد هذا المجهود هو ما العمل إذا جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن وحصل التلميذ على نقط غير مرتفعة رغم كل هذه المجهودات:
أولا يجب التذكير أن النقط المحصل عليها في الدورة الأولى و إن كانت غير مرتفعة فهي جزء فقط من المعدل العام الذي لا يجب أن ننسى أن خمسين في المائة منه ما تزال أمام التلميذ إمكانية بلوغها و هي الخاصة بالامتحان الوطني إضافة إلى جزء من المراقبة المستمرة و الامتحان الجهوي، امتحانات الدورة الأولى هي جرس إنذار و ليس صافرة النهاية، ثانيا و بلغة سباقات الجري فإن التلميذ الان في الأربعمائة متر الأخيرة وهي الأشهر الأخيرة قبل الامتحان حيث يجب استثمار تراكمات السنة و نصف الأخيرة من سلك الباكالوريا بشكل ذكي و هادئ و الابتعاد ما أمكن عن الإشاعات و الإكثار من التلقي للمادة، ما يتلقاه التلميذ داخل الفصل و ما تلقاه خلال السنة و النصف الماضية يعد شاملا و كاملا لما سيمتحن فيه و بالتالي و جب التركيز فقط و استثمار هذه المكتسبات بشكل مناسب، التلميذ في هذه المرحلة العمرية له قدرات تبقى محدودة لا يجب إطلاقا استنزافها بطول السهر و التلقي بل يجب الترويح عن النفس ما أمكن و تغيير جو الدراسة، التوبيخ الشديد للتلميذ في هذه المرحلة بالذات له نتائج عكسية تماما، كما أن المقارنة مع تلاميذ اخرين من الجيران أو العائلة مسألة غير عادلة بالنظر إلى اختلاف ظروف التحصيل، باختلاف المؤسسات التعليمية و تباين مستويات الذكاء لدى التلاميذ.