ملف المستشارين في التوجيه والتخطيط وثالوث العدالة والغموض والمقاومة
مقال الرأي لحمزة الشافعي
مقال الرأي لحمزة الشافعي
نظرة عامة عن ملف المستشارين:
من بين الأخبار غير السارة التي حملها اتفاق 14 يناير 2023 بشأن المبادئ المؤطرة للنظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية الطمر الكلي لهيئة التوجيه والتخطيط التربوي المتناغمة تاريخيا وواقعيا من حيث الأدوار والوظائف والمسار المهني، والإصرار على غمسها ضمن هيئات وفئات مهنية ذات هويات ووظائف ومسارات ومواقع مختلفة تماما، مما ينبئ ببوادر اللاتناغم واللاانسجام، وحتى الصراع، بين مكونات الخلطة/الهجانة hybridité الفئوية التي سنتنمى إليها، إذا لم يتم تدارك الأمر، بإعطاء الهيئة المكانة اللائقة بأدوارها التأطيرية والتكوينية والتنسيقية والاستشرافية.
فملف هذه الهيئة، وتحديدا، فئة المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي، وبالنظر إلى قدم الحيف الذي طال منتسبيها، بعد حرمان أفواج ما بعد 2004من تغيير إطارهم إلى مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي، يستدعي من الوزارة ومن كافة النقابات والمتدخلين، الانتباه إلى عدالته ومشروعيته لتفادي استمرار حيف طال أمده، ولتجنب إعادة زراعة "أورام نفسية-مهنية" tumeurs psycho-professionnelles في مسيرة فئة ذات مكانة وأدوار استراتيجية في تنزيل رؤى ومخططات وتصورات الوزارة؛ سواء على مستوى التأطير والتتبع والمواكبة، أو على المستوى الإعلامي والتنسيقي والبحثي والميداني.
من بين الأخبار غير السارة التي حملها اتفاق 14 يناير 2023 بشأن المبادئ المؤطرة للنظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية الطمر الكلي لهيئة التوجيه والتخطيط التربوي المتناغمة تاريخيا وواقعيا من حيث الأدوار والوظائف والمسار المهني، والإصرار على غمسها ضمن هيئات وفئات مهنية ذات هويات ووظائف ومسارات ومواقع مختلفة تماما، مما ينبئ ببوادر اللاتناغم واللاانسجام، وحتى الصراع، بين مكونات الخلطة/الهجانة hybridité الفئوية التي سنتنمى إليها، إذا لم يتم تدارك الأمر، بإعطاء الهيئة المكانة اللائقة بأدوارها التأطيرية والتكوينية والتنسيقية والاستشرافية.
فملف هذه الهيئة، وتحديدا، فئة المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي، وبالنظر إلى قدم الحيف الذي طال منتسبيها، بعد حرمان أفواج ما بعد 2004من تغيير إطارهم إلى مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي، يستدعي من الوزارة ومن كافة النقابات والمتدخلين، الانتباه إلى عدالته ومشروعيته لتفادي استمرار حيف طال أمده، ولتجنب إعادة زراعة "أورام نفسية-مهنية" tumeurs psycho-professionnelles في مسيرة فئة ذات مكانة وأدوار استراتيجية في تنزيل رؤى ومخططات وتصورات الوزارة؛ سواء على مستوى التأطير والتتبع والمواكبة، أو على المستوى الإعلامي والتنسيقي والبحثي والميداني.
- عدالة ملف المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي:
من بين تجليات عدالة ملف المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي، على سبيل الذكر لا الحصر:
- خضوعهم لتكوين مركزي، يستغرق سنتين، في مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، وهي نفس مدة التكوين التي تخول لفئات وهيئات أخرى مخرجات وامتيازات أكبر وأفضل، مقارنة بمخرجات و"لاامتيازات" المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي (الحرمان من الأقدمية العامة بعد التخرج، غياب تعويضات لائقة، الحرمان العدة المعلوماتية، اقتطاع مصاريف التنقل من الأجرة الشخصية دون تعويضات نظامية وجزافية عن ذلك، الحرمان من إطار مفتش ...).
- قيام المستشارين في التوجيه والتخطيط بمهام التأطير والتتبع والمواكبة والملاحظة والبحث التربوي والمشاركة في الدراسات الوطنية والدولية ذات صلة بالتربية.
- لا جدوى ثنائية مستشار-مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي نظرا لكون جميع أطر الهيئة يعدون من خريجي نفس المركز مع حرمان أفواج واستفادة أفواج أخرى.
- لا منطقية مطالبة المستشارين في التوجيه والتخطيط للخضوع لتكوين ثالث للحصول على إطار مفتش، وهي حالة استثنائية وشاذة، لأن أطر الهيئات الأخرى أو المماثلة تخضع فقط لتكوينين (تكوين أساس كأستاذ + تكوين إضافي كإطار ضمن هيئة معينة، بمعنى: تكوين 1 + تكوين 2= إطار معين مع امتيازات). فكيف يطلب من المستشار في التوجيه والتخطيط التربوي أن يخضع ل: تكوين أساس 1 + تكوين 2 إضافي دون امتيازات/تحفيزات+ تكوين 3 إضافي = مفتش في التوجيه أو التخطيط). في حين يمكن للوزارة الاستثمار في هذه الفئة وذلك بتغيير إطارها إلى مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي للمساهمة في بلورة تصورات تربوية استشرافية، وتنزيل المخططات التربوية الراهنة، وتقييم البرامج/المنجزات السابقة.
- كون أغلب المفتشين في التوجيه أو التخطيط التربوي مارسوا أو لا يزالون يمارسون مهام الاستشارة ونفس الشيء بالنسبة للمستشارين في التوجيه والتخطيط فهم يمارسون مهام تأطيرية ومهام المواكبة والمصاحبة والبحث التربوي والملاحظة.
- اشراف المستشارين في التوجيه والتخطيط على المصالح والأقسام إقليميا وجهويا ومركزيا، نظرا لجودة وتنوع تكوينهم الذي تلقوه في مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط.
- غموض أجوبة الوزارة عن وضعية المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي:
في كل مرة يتم استفسار الوزارة المعنية حول مآل ووضعية ملف المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي نظرا للحيف الكبير الذي يطالهم، وباعتباره أقدم ملف لم يتم حله بإنصاف وعدالة لما يقارب عقدين من الزمن، تجيب الوزارة أنها تؤكد على "مراجعة شروط ولوج مراكز التكوين (السلم والأقدمية المطلوبة والشهادات المحصل عليها)"، ليكون بذلك جوابها مرتبطا بوضعية الأساتذة المقبلين على ولوج مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط (جواب عن وضعية أطر أخرى)، وليس وضعية المستشارين المزاولين/الممارسين/ المتخرجين. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل عل أن الوزارة بجوابها المعتاد هذا، لم تفهم بعد جوهر نضال وترافع المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي ما دمت تجيب عن تساؤلات تخص فئة بإقحام فئة مغايرة تماما (الخلط بين فئة المدرسين وفئة المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي).
- مقاومة المطلب المشروع، والترياق (professionnel antidote) المهني المناسب:
من يا ترى يقاوم مطلب تغيير إطار المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي إلى إطار مفتش، رغم علمه(م) بمشروعيته وكونه حقا تاريخا أجهز عليه، والدليل على ذلك الاستفادة القبلية لفوج كبير من الأطر من هذا المكتسب؟ من لديه المصلحة في وأد وإقبار وحشر فئة رائدة ومعترف بجودة تكوينها ضحت بالغالي والنفيس من أجل نهضة واقلاع المنظومة التربوية الوطنية ضمن دوائر وسياقات وأدوار تقنية محدودة، لا تتسع للعدة/الترسانة التأطيرية والتكوينية والمعرفية والتواصلية والتدبيرية والتخطيطية الاستشرافية والمعلوماتية والابداعية لأطرها؟ هل هناك فئة تمر بثلاث تكوينات مهنية، اثنين منها مركزية، حتى يتم منحها إطار مفتش، أما أن فئة المستشارين لابد لهم أن يكونوا الاستثناء؟ من يستفيد من الكسر المهني المزدوج الذي لحق هيئة التوجيه والتخطيط التربوي بكاملها، ومن الكسر المهني الداخلي المنزاح، الذي أفرز ثنائية لا معنى لها: مستشار-مفتش في التوجيه والتخطيط التربوي؟
مهما يكن من أمر، فوعي المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي بعدالة مطلبهم الأساس المتمثل بحق تغيير الإطار إلى مفتش، ومعرفتهم التامة بحجم التحديات التي تنتظرهم على المديين المتوسط والبعيد، وايمانهم بضرورة الحصول على القيمة الاعتبارية المستحقة نظير مدة وجودة ونوعية التكوين الذي تلقوه بمركز وطني وحيد إفريقيا، وتماشيا مع الأدوار والمهام المنوطة بهم أثناء الممارسة الفعلية، كل ذلك، سوف يكون ترياق حياتهم المهنية؛ ترياق يزيل أي جنوح للاستسلام أو اليأس أو تقبل أعمى لكل الخطابات والنصوص والخطط والاجتهادات التي تتغيى تثبيت ثنائية ظاهرها/شكلها مستشار-مفتش، وباطنها/عمقها: نفس التكوين، نفس الأدوار، نفس المهام، نفس مركز/فضاء ومدة التكوين والتخرج، نفس الهوية المهنية ...
مهما يكن من أمر، فوعي المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي بعدالة مطلبهم الأساس المتمثل بحق تغيير الإطار إلى مفتش، ومعرفتهم التامة بحجم التحديات التي تنتظرهم على المديين المتوسط والبعيد، وايمانهم بضرورة الحصول على القيمة الاعتبارية المستحقة نظير مدة وجودة ونوعية التكوين الذي تلقوه بمركز وطني وحيد إفريقيا، وتماشيا مع الأدوار والمهام المنوطة بهم أثناء الممارسة الفعلية، كل ذلك، سوف يكون ترياق حياتهم المهنية؛ ترياق يزيل أي جنوح للاستسلام أو اليأس أو تقبل أعمى لكل الخطابات والنصوص والخطط والاجتهادات التي تتغيى تثبيت ثنائية ظاهرها/شكلها مستشار-مفتش، وباطنها/عمقها: نفس التكوين، نفس الأدوار، نفس المهام، نفس مركز/فضاء ومدة التكوين والتخرج، نفس الهوية المهنية ...
حمزة الشافعي
تنغير/المغرب
تنغير/المغرب