ismagi
racus

ملف المستشارين في التوجيه التربوي بأسلوب "الفنقُلة"

ab youssef

مشرف منتدى tawjihnet.net
طاقم الإدارة
ملف المستشارين في التوجيه التربوي بأسلوب "الفنقُلة" *
قال قائل - قيل - قلت
مقال الرأي - حمزة الشافعي

ملف المستشارين في التوجيه التربوي بأسلوب الفنقُلة.jpg
فإن قلتَ: هل لك الحق في ولوج إطار مفتش في التوجيه التربوي أيها المستشار في التوجيه التربوي؟ فالجواب: من حق المستشار في التوجيه التربوي أن يدمج في إطار مفتش في التوجيه التربوي وفق النظام الأساسي 85، وهو حق تم الإجهاز عليه في نظام 2003، كما أن أفواجا كثيرة استفادت من هذا الحق. فكيف تحرم أفواج ما بعد 2004 من هذا الحق التاريخي دون مبرر منطقي وواقعي؟

فإن قيل: ماهي الهيئة المناسبة والملائمة للمستشارين في التوجيه التربوي؟ قلتُ: الهيئة المناسبة والملائمة للمستشارين في التوجيه التربوي هي هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم لأن كل التدخلات التي يقوم بها المستشار في التوجيه التربوي تدخلات ذات طبيعة تأطيرية وتقييمية، ولكون مدة التكوين التي خضع لها المستشار في التوجيه التربوي بمركز وطني هي نفس المدة التي خضع لها المفتشون التربويون. فمن حق المستشارين في التوجيه التربوي المطالبة بالمماثلة وتوحيد المسارات كمبادئ تبنتها الوزارة الوصية.

فإن قال قائل: يستفيد المستشارون في التوجيه التربوي من التعويضات مثل بقية الهيئات، فلماذا يحتجون ويناضلون ويترافعون ويغضبون؟ قيل: التعويضات المخصصة للمستشارين في التوجيه التربوي جد هزيلة لن تستطيع أبدا تعويض التكلفة المالية الباهظة للتكوين بالرباط وكذا مصاريف التنقل لأداء المهام والهاتف والأنترنت ونسخ وطبع الدعائم الإعلامية والتقارير الشهرية...إلخ، ولكون هيئات وفئات أخرى تستفيد من تعويضات مرتفعة رغم المساواة في مدة التكوين (هيئة التفتيش التربوي). لذلك، فالمستشارون في التوجيه التربوي الذين خضعوا لتكوين سنتين في مركز وطني بالرباط يطالبون بالعدالة والمساواة والتكافؤ ويرفضون التبخيس والاحتقار والفتات.

وإذا قيل: هل يمكن للمستشارين في التوجيه التربوي أن يقوموا بجميع المهام والعمليات مهما كانت طبيعتها ومجالها؟ فالرد هو: المهام والتدخلات التي يمكن للمستشارين في التوجيه التربوي القيام بها هي تلك التي لها علاقة وطيدة بمجال تخصصهم وتكوينهم لصيانة الهوية المهنية لمجال التوجيه التربوي (التوجيه والقياس والتقويم والإعلام والتواصل وسوق الشغل والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع والبحث والسفر في المستقبل والاستشراف والتأطير). ولن يقوم المستشارون في التوجيه التربوي بمهام اعتباطية وعبثية وعشوائية تعيدهم دهورا إلى الوراء مثل أنشطة الحياة المدرسية والأنشطة الموازية؛ فهم أطر عليا كونتهم الوزارة في مركز فريد في إفريقيا هو مركز التوجيه والتخطيط التربوي، ولم تكونهم في مهن التهريج والتنشيط والإضحاك و"توليد الابتسامة".

فإن قلتَ: هل ستستسلمون في النهاية وتخضعون؟ قلتُ: سنذهب أبعد من الاستسلام، وسنتخذ الفشل منهجا والاحباط طريقة واليأس مذهبا والتآكل مسلكا، ولن ننثر إلا حبوب الغبن وبذور الانكسار... سنظل نكرر ونحكي كيف انكسرنا "للأجيال النفسية" psychic generations، وسنعلنها "خسارة لا خسارة" وسباتا وانطفاء وانزواء وعزلة وصدمة ولا حركة ولا لهفة ولا إقداما ولا تفاعلا وحضورا فيزيائيا وشرودا وفقدانا وتيها... وكل ذلك بعض مبادئ "النقابة النفسية الجديدة" .the New Psychic Union​

فإن قيل: إن لجئت لنقابتك النفسية الجديدة، ألن تتأثر بعدم الحصول على شهادة تقدير الوزير؟

قلتُ:

رفيقي في الشعاب، إني نلت شهادة تقدير،
جاءتني من هناك؛ تحمل توقيع وزير.
براقة هي؛ فيها ألوان كثيرة وحسن تعبير...
حفظت ما فيها، وغلفتها منذ ليلة التسليم،

وإني الآن خصصت لها حارسا يحرسها،
وأحطتها بسياج فولاذي صلب يحميها.
ما إن نلتها، صارت طقوسي اليومية هكذا:
عند كل خروج من المنزل أقبلها،

وكل آمالي أن لا تسرق مني الغالية.
ذهبت للسوق ذات يوم أحملها،
لأرى كم تساوي شهادتي، غاليتي.
واثقا، عرضتها على جزار أعرفه،

فقلت له أريد مقابل شهادتي لحم عجول.
ضحك مني الجزار الضخم وسخر،
أنا لا أتسلم سوى النقود فاندثر،
وإن شئت تطوعت بها بلا مقابل،

أسقط بها الذباب كلما اجتمع،
أو أمسح بها الساطور كلما اتسخ.
هرولت بشهادتي نحو العطار،
فتخطفها مني الغدار وطار،

ظننت أن قيمتها بوزن قنطار،
وفجأة طواها ووضع فيها الإبزار
وسلمها لعجوز أضناها الانتظار...
شهادتي، غاليتي، حاملة الإبزار،

أيها العطار، من فضلك، أعدها لي،
فأنا لا أجيد الركض، وقد جئت بلا إفطار،
وإني خفت إن ضيعت شهادة تقدير،
أن أتعرض لعقوبة يرافقها إنذار بتبذير.

أيها العجوز ارجعي، أيها العطار ارحمني،
فشهادة التقدير من توقيع السيد الوزير...​

* الفنقُلة: أسلوب يقوم على افتراض سؤال ثم الجواب عنه، وذلك بتوظيف عدّة صيغ أشهرها: (فإن قلتَ: كذا... فالجواب:...، أو: فإن قيل: كذا... قلتُ:...، أو: فإن قال قائل: كذا... قيل:...)، وهي طريقة السؤال والجواب. ونظرا لشهرة هذا الأسلوب، فقد نحَتَ له العلماء مصدرًا سمّوه بـ(الفنقُلة)، أي: اختصارًا لجملة: (فإن قلتَ...قلتُ)؛ كالحمدلة والبسملة وغيرهما.

المصدر: مقال بعنوان "أسلوب (الفنقُلة) عند الزمخشري في تفسيره وبيان خصائصه وفوائده" للكاتب عبد العزيز جودي.
رابط المقال: الرابط
حمزة الشافعي
تنغير-المغرب
 
عودة
أعلى