[color=#f[font=Tahoma]
[/color]
[color=#fمفهوم التقويم التربوي[/color]
لمفهوم التقويم التربوي تعريفات متعددة وذلك نظرا لتنوع مجالات توظيفه من طرف الباحثين التربويين. يعرف جون كارديني (Cardinet J.) التقويم التربوي على أنه "عملية ملاحظة وتأويل آثار التعليم بهدف اتخاذ القرارات الضرورية لأجل تطوير أفضل لعمل المدرسة" ، وتشترط هذه العملية جمع المعلومات الضرورية حول تقدم التلميذ والعوائق التي تحول دون ذلك سواء داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها، كالأسرة مثلا.
أما حسب دولانشير (.Delandschere G.)، فالتقويم التربوي هو" إجراء منظم يستهدف التأكد من مدى تحقيق الأهداف من طرف التلاميذ" .
يعرف الدكتور الجميل محمد عبد السميع شعلة، التقويم التربوي على أنه "عملية مقصودة ومنظمة تهدف إلى جمع المعلومات والبيانات عن جوانب العملية التعليمية بهدف تحديد جوانب القوة لتدعيمها وجوانب الضعف لعلاجها" .
من خلال هذا التعريف، يمكن أن نستخلص أن:
- التقويم التربوي هو عملية: لأنه يتم وفق خطوات متتالية وليس وفق خطوة واحدة؛
- عملية مقصودة: لأنه يتم الإعداد له مسبقا؛
- عملية منظمة: وذلك لأنه يستند على أسس علمية؛
- عملية تهدف إلى جمع المعلومات والبيانات: فهو إذن يستند على أدلة وشواهد عند إصدار الأحكام؛
- جوانب العملية التعليمية: أي أنه عملية شاملة؛
- تحديد جوانب الضعف لعلاجها: أي أنه عملية تشخيصية وعلاجية؛
- تحديد جوانب القوة لتدعيمها: أي أنه ينتهي بوضع خطة لتحسين الأداء.
لقد وجهت للامتحانات التقويمية في ميدان التربية والتعليم عدة انتقادات، مرتبطة بعدة جوانب:
[color=#f 1. الانتقادات المرتبطة بالجانب الاجتماعي[/color]
*عملية التقويم من اللحظات الحرجة في حياة المؤسسات وحياة التلاميذ و المدرسين والآباء. فهي ذات بعد اجتماعي لا يمكن إغفاله، حيث يتحكم الامتحان في مصير التلاميذ ويؤثر على سلوك المدرسين وعلى سير المؤسسات التعليمية؛
*المدرسة ليست عامل مساواة بقدر ما هي عامل استمرارية للتفاوتات الاجتماعية، ويلعب الامتحان دورا أساسيا في هذه الاستمرارية (بورديو 1970)، ذلك أن التقويم فيه لا يعتمد على معايير تربوية موضوعية بقدر ما يعتمد على معايير ثقافية اجتماعية طبقية يمكن تلخيصها في التمكن من الخطاب النخبوي الذي يحمله التعليم والذي يعبر عن نظرة وتعامل مع الواقع خاصين بفئة اجتماعية معينة هي الفئة السائدة أو المهيمنة. بذلك تبقى الوظيفة الأساسية للامتحان هي تكريس الفوارق الاجتماعية؛
*طريقة وأسلوب وضع أسئلة الامتحانات قد تشجع على الغش وتدفع إليه .
هذا الغش قد يؤدي إلى خلق مواطنين سيحترفون الغش طوال حياتهم وفي جميع الميادين.
[color=#f 2. الانتقادات المرتبطة بالمجال النفسي[/color]
*لقد تحولت العملية التعليمية من عملية تكوينية إلى عملية حفظ أعمى تسبب الإرهاق الفكري والنفسي للتلاميذ، .... كما أن الامتحان يعلم الخضوع للسلطة والأنانية (التفوق على الآخرين) ؛
*الخوف من الامتحان حالة تصاحب التلميذ منذ السنوات الأولى من الدراسة، مما قد يعرضه لمجموعة من المشاكل النفسية؛
*الامتحان التقليدي لا يعد مقياسا دقيقا لقدرات التلميذ الحقيقية. هذا الأخير الذي يتأثر صحيا ونفسيا لارتباط مستقبله بنتيجة لحظات قصيرة؛
*تتم أعمال التقييم أحيانا في وقت غير مناسب للتربية والحياة المدرسية، كأن يحدث مثلا في نهاية الفصل أو السنة الدراسية أو في فترة يكون فيها أفراد المجتمع المدرسي منشغلين بمناسبة عامة مدرسية أو وطنية ( سارة أو محزنة)، مؤديا بالتقييم في مثل هذه الأحوال لعدم الهادفية والجدية في إجراءاته وعدم صلاحية نتائجه .
[color=#f 3. الانتقادات المرتبطة بالمجال التربوي[/color]
*تحول الامتحان إلى هدف في حد ذاته، ولم يعد وسيلة تربوية تهتم بتنمية الجوانب التربوية، والمعرفية والوجدانية والأخلاقية... للتلميذ؛
*لا يتجاوز قياس المهارات في الامتحان حدود الحفظ والفهم، مما يقصي في كثير من الأحيان مهارات التطبيق والتركيب والاستنباط والاستدلال والتقويم؛
*يلعب عامل الحظ والمصادفة في الامتحان دورا كبيرا، حيث يهتم ببعض الأجزاء من المقرر دون غيرها، مما يؤدي ببعض التلاميذ إلى المراهنة على بعض الدروس دون غيرها ؛
*يؤدي تقييم التدريس لمنع أو إعاقة التغير السلوكي للأفضل، حيث يتركز اهتمامه في الغالب على التحقق من مدى مراعاة المدرس للروتين المدرسي والأنظمة الرسمية؛
*يهدف تقييم التدريس للتناغم أو الانسجام مع متطلبات ورغبات السلطة-الإدارة المدرسية أو المركزية، دون توفير فرص للتفكير الخلاق والإنتاج الهادف للمدرس ؛
*يتجاهل التقييم قبول التلاميذ ومشاعرهم بخصوص التقييم، حيث أن قبول التلاميذ لعمليات التقييم واعتقادهم بفائدتها عليهم بعدئذ يساعد على تحقيق الأغراض التربوية المرجوة منه، والعكس في هذه الحالة صحيح ؛
*يتم التقييم غالبا من خلال معايير وأساليب موحدة دون مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين والاختلافات السلبية والايجابية التي تتصف بها البيئات التربوية وتتميز نتيجتها عن بعضها البعض ؛
*أثناء الامتحان، نريد قياس مهارة ما عند التلميذ، لكن هذه المهارة هي شيء مجرد، لذلك فهذا القياس لا يتم إلا بكيفية نسبية، والحكم على الشيء انطلاقا من تجلياته ربما يؤدي إلى الحيف وسوء تقدير مجهودات وقدرات المتعلم... وهكذا "فالممارسات التي يستنكرها المهتمون بميدان التربية والتعليم تجد أعظم جذورها في سوء قياس وتقييم حصيلة التدريس والتعلم" .
[color=#f خلاصة[/color]
التقويم هو إذن عملية تربوية حركية تشتمل على الملاحظة والقياس والتقدير، ثم الحكم على عملية التدريس عموما.
وقد يكون التقويم جزئيا مرحليا، يختص بعملية التدريس؛ أو نهائيا كليا، يختص بنتائج التدريس بوجه عام. والأغراض التي يرمي التقويم التربوي لتحقيقها متعددة ومتنوعة، أهمها في رأينا هو: زيادة تعلم التلاميذ و إغناء معارفهم من خلال تحسين طرق التدريس.
أما وسائل التقويم التربوي فتتنوع وتتعدد لتشمل على سبيل المثال: الملاحظة، الاختبارات، الاستبيان والمقابلة.
فيما يخص مجالات التقويم، فهي متنوعة ومتعددة، تشمل كل مجالات التعليم من مناهج تعليمية وتنظيم دراسي و تأطير بيداغوجي وتخطيط تربوي استراتيجي...
[color=#fالمراجع:[/color]
محمد الشيهب: المدرسة والسلوك الانحرافي: دراسة اجتماعية تربوية؛ السلسلة البيداغوجية، عدد 9، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2000
محمد فاتحي، "التقييم التربوي من خلال قراءة للميثاق الوطني للتربية والتكوين"، مجلة عالم التربية، العدد 12، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2002.
محمد زياد حمدان: تقييم وتوجيه التدريس، سلسلة التربية الحديثة، عدد 15، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1984
المرجع. شكر خاص لطلبة مركز التوجيه والتخطيط التربوي COPE، الرباط
[/color]
[color=#f[font=Tahoma]انتقادات لنظام التقويم التربوي
[/color][color=#f[font=Tahoma]Évaluation Scolaire[/color][color=#f[font=Tahoma]
[/color]
إن التعليم النظامي التقليدي يتميز بطغيان ظاهرة الامتحان في العمل التربوي، فعوض أن يكون الامتحان وسيلة لمراقبة مرد ودية التعليم والتعلم، أصبح يشكل هدف التعليم الرئيسي حيث لا يتم العمل إلا من أجل الامتحان. فهذا الأخير أصبح إذن هو المحور الأساسي الذي تدور حوله كل العملية التعليمية، بل وأصبح رعبا يعيشه كل من الأساتذة والتلاميذ والإدارة حيث يكون الجميع في حالة استنفار قصوى. [/color][color=#f[font=Tahoma]Évaluation Scolaire[/color][color=#f[font=Tahoma]
[/color]
[color=#fمفهوم التقويم التربوي[/color]
لمفهوم التقويم التربوي تعريفات متعددة وذلك نظرا لتنوع مجالات توظيفه من طرف الباحثين التربويين. يعرف جون كارديني (Cardinet J.) التقويم التربوي على أنه "عملية ملاحظة وتأويل آثار التعليم بهدف اتخاذ القرارات الضرورية لأجل تطوير أفضل لعمل المدرسة" ، وتشترط هذه العملية جمع المعلومات الضرورية حول تقدم التلميذ والعوائق التي تحول دون ذلك سواء داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها، كالأسرة مثلا.
أما حسب دولانشير (.Delandschere G.)، فالتقويم التربوي هو" إجراء منظم يستهدف التأكد من مدى تحقيق الأهداف من طرف التلاميذ" .
يعرف الدكتور الجميل محمد عبد السميع شعلة، التقويم التربوي على أنه "عملية مقصودة ومنظمة تهدف إلى جمع المعلومات والبيانات عن جوانب العملية التعليمية بهدف تحديد جوانب القوة لتدعيمها وجوانب الضعف لعلاجها" .
من خلال هذا التعريف، يمكن أن نستخلص أن:
- التقويم التربوي هو عملية: لأنه يتم وفق خطوات متتالية وليس وفق خطوة واحدة؛
- عملية مقصودة: لأنه يتم الإعداد له مسبقا؛
- عملية منظمة: وذلك لأنه يستند على أسس علمية؛
- عملية تهدف إلى جمع المعلومات والبيانات: فهو إذن يستند على أدلة وشواهد عند إصدار الأحكام؛
- جوانب العملية التعليمية: أي أنه عملية شاملة؛
- تحديد جوانب الضعف لعلاجها: أي أنه عملية تشخيصية وعلاجية؛
- تحديد جوانب القوة لتدعيمها: أي أنه ينتهي بوضع خطة لتحسين الأداء.
لقد وجهت للامتحانات التقويمية في ميدان التربية والتعليم عدة انتقادات، مرتبطة بعدة جوانب:
[color=#f 1. الانتقادات المرتبطة بالجانب الاجتماعي[/color]
*عملية التقويم من اللحظات الحرجة في حياة المؤسسات وحياة التلاميذ و المدرسين والآباء. فهي ذات بعد اجتماعي لا يمكن إغفاله، حيث يتحكم الامتحان في مصير التلاميذ ويؤثر على سلوك المدرسين وعلى سير المؤسسات التعليمية؛
*المدرسة ليست عامل مساواة بقدر ما هي عامل استمرارية للتفاوتات الاجتماعية، ويلعب الامتحان دورا أساسيا في هذه الاستمرارية (بورديو 1970)، ذلك أن التقويم فيه لا يعتمد على معايير تربوية موضوعية بقدر ما يعتمد على معايير ثقافية اجتماعية طبقية يمكن تلخيصها في التمكن من الخطاب النخبوي الذي يحمله التعليم والذي يعبر عن نظرة وتعامل مع الواقع خاصين بفئة اجتماعية معينة هي الفئة السائدة أو المهيمنة. بذلك تبقى الوظيفة الأساسية للامتحان هي تكريس الفوارق الاجتماعية؛
*طريقة وأسلوب وضع أسئلة الامتحانات قد تشجع على الغش وتدفع إليه .
هذا الغش قد يؤدي إلى خلق مواطنين سيحترفون الغش طوال حياتهم وفي جميع الميادين.
[color=#f 2. الانتقادات المرتبطة بالمجال النفسي[/color]
*لقد تحولت العملية التعليمية من عملية تكوينية إلى عملية حفظ أعمى تسبب الإرهاق الفكري والنفسي للتلاميذ، .... كما أن الامتحان يعلم الخضوع للسلطة والأنانية (التفوق على الآخرين) ؛
*الخوف من الامتحان حالة تصاحب التلميذ منذ السنوات الأولى من الدراسة، مما قد يعرضه لمجموعة من المشاكل النفسية؛
*الامتحان التقليدي لا يعد مقياسا دقيقا لقدرات التلميذ الحقيقية. هذا الأخير الذي يتأثر صحيا ونفسيا لارتباط مستقبله بنتيجة لحظات قصيرة؛
*تتم أعمال التقييم أحيانا في وقت غير مناسب للتربية والحياة المدرسية، كأن يحدث مثلا في نهاية الفصل أو السنة الدراسية أو في فترة يكون فيها أفراد المجتمع المدرسي منشغلين بمناسبة عامة مدرسية أو وطنية ( سارة أو محزنة)، مؤديا بالتقييم في مثل هذه الأحوال لعدم الهادفية والجدية في إجراءاته وعدم صلاحية نتائجه .
[color=#f 3. الانتقادات المرتبطة بالمجال التربوي[/color]
*تحول الامتحان إلى هدف في حد ذاته، ولم يعد وسيلة تربوية تهتم بتنمية الجوانب التربوية، والمعرفية والوجدانية والأخلاقية... للتلميذ؛
*لا يتجاوز قياس المهارات في الامتحان حدود الحفظ والفهم، مما يقصي في كثير من الأحيان مهارات التطبيق والتركيب والاستنباط والاستدلال والتقويم؛
*يلعب عامل الحظ والمصادفة في الامتحان دورا كبيرا، حيث يهتم ببعض الأجزاء من المقرر دون غيرها، مما يؤدي ببعض التلاميذ إلى المراهنة على بعض الدروس دون غيرها ؛
*يؤدي تقييم التدريس لمنع أو إعاقة التغير السلوكي للأفضل، حيث يتركز اهتمامه في الغالب على التحقق من مدى مراعاة المدرس للروتين المدرسي والأنظمة الرسمية؛
*يهدف تقييم التدريس للتناغم أو الانسجام مع متطلبات ورغبات السلطة-الإدارة المدرسية أو المركزية، دون توفير فرص للتفكير الخلاق والإنتاج الهادف للمدرس ؛
*يتجاهل التقييم قبول التلاميذ ومشاعرهم بخصوص التقييم، حيث أن قبول التلاميذ لعمليات التقييم واعتقادهم بفائدتها عليهم بعدئذ يساعد على تحقيق الأغراض التربوية المرجوة منه، والعكس في هذه الحالة صحيح ؛
*يتم التقييم غالبا من خلال معايير وأساليب موحدة دون مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين والاختلافات السلبية والايجابية التي تتصف بها البيئات التربوية وتتميز نتيجتها عن بعضها البعض ؛
*أثناء الامتحان، نريد قياس مهارة ما عند التلميذ، لكن هذه المهارة هي شيء مجرد، لذلك فهذا القياس لا يتم إلا بكيفية نسبية، والحكم على الشيء انطلاقا من تجلياته ربما يؤدي إلى الحيف وسوء تقدير مجهودات وقدرات المتعلم... وهكذا "فالممارسات التي يستنكرها المهتمون بميدان التربية والتعليم تجد أعظم جذورها في سوء قياس وتقييم حصيلة التدريس والتعلم" .
[color=#f خلاصة[/color]
التقويم هو إذن عملية تربوية حركية تشتمل على الملاحظة والقياس والتقدير، ثم الحكم على عملية التدريس عموما.
وقد يكون التقويم جزئيا مرحليا، يختص بعملية التدريس؛ أو نهائيا كليا، يختص بنتائج التدريس بوجه عام. والأغراض التي يرمي التقويم التربوي لتحقيقها متعددة ومتنوعة، أهمها في رأينا هو: زيادة تعلم التلاميذ و إغناء معارفهم من خلال تحسين طرق التدريس.
أما وسائل التقويم التربوي فتتنوع وتتعدد لتشمل على سبيل المثال: الملاحظة، الاختبارات، الاستبيان والمقابلة.
فيما يخص مجالات التقويم، فهي متنوعة ومتعددة، تشمل كل مجالات التعليم من مناهج تعليمية وتنظيم دراسي و تأطير بيداغوجي وتخطيط تربوي استراتيجي...
[color=#fالمراجع:[/color]
محمد الشيهب: المدرسة والسلوك الانحرافي: دراسة اجتماعية تربوية؛ السلسلة البيداغوجية، عدد 9، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2000
محمد فاتحي، "التقييم التربوي من خلال قراءة للميثاق الوطني للتربية والتكوين"، مجلة عالم التربية، العدد 12، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2002.
محمد زياد حمدان: تقييم وتوجيه التدريس، سلسلة التربية الحديثة، عدد 15، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1984
المرجع. شكر خاص لطلبة مركز التوجيه والتخطيط التربوي COPE، الرباط