قراءاة لكتاب : البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللمحدود
المؤلف: ابراهيم الفقي
الناشر : المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية نشر في كندا في فبراير 2001
من اعداد المستشار في التوجيه الضحاك
المؤلف: ابراهيم الفقي
الناشر : المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية نشر في كندا في فبراير 2001
من اعداد المستشار في التوجيه الضحاك
الفكرية الأساسية للكتاب
هذا الكتاب يساعد على تنمية وتوثيق الصلة بين الشخص وبين نفسه، واستغلال قدرة الإحساس بالذات، والتحكم في إدراكه وفي الحكم على الناس، كما يولد سلوك جديد لكي يتحول إلى رجل اتصال متفوق، و تحسين الاتصالات بالغير وترقية نوعية علاقاته، والتحكم في تركيزه لكي يعمل لمصلحته لا ضده، واكتساب التكنولوجيا الجديدة للاتصال المطلق أي البرمجة اللغوية العصبية واستخدامها في حياته اليومية، وتعلم كيفية إقامة علاقة ممتازة مع أي شخص مهما كان حتى مع أصعب الناس طباعاً، ويساعد على اكتشاف النظام تمثيلي الشخص والأنظمة التمثيلية المميزة للآخرين وتعلم كيفية استعمال هذه المعطيات لتحسين الاتصال بالشخص البصري والسمعي والحسي، وإدراك قدرة التعميم والإلغاء، ويحتوي على تعلم مهارات التحكم في الانفعالات والتفوق فيها، واستخدام مهارات استراتيجية للاتصال المطلق ببراعة وممارستها في كافة مجالات الحياة.
الباب الأول
ماهي البرمجة اللغوية العصبية ؟
البرمجة اللغوية العصبية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neur-Linguistic Pr-gramming أو NLP والهندسة النفسية أو الهندسة الإنسانية هي المصطلح العربي المقترح لها، والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي : " برمجة الأعصاب لغوياَ" أو "البرمجة اللغوية للأعصاب" .
- عصبي (Neur-) : تغطي ما يحصل في المخ والنظام العصبي وكيف يقوم الجهاز العصبي بعملية تشفير المعلومات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم استدعاء هذه الخبرات والمعلومات مرة أخرى. أما الجهاز العصبي فهو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير والشعور.
- لغوي (Linguistic) : ترجع إلى الطريقة التي نستخدم بها لغة الحواس N-nveral ولغة الكلمات Veral وكيف تؤثر اللغة على مفاهيمنا و العلاقة مع العالم الداخلي ، واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين.
- برمجة (Pr-gramming) : ترجع إلى المقدرة على تنظيم مكونات الخبرة ( الصور والأصوات والأحاسيس والشم والروائح) داخل عقولنا وتعاقبها بطريقة تمكننا من الوصول إلى حصيلة معينة ، وهذه الأجزاء تشكل البرامج التي تعمل في داخل عقولنا .
ومن ناحية أخرى فانه اذا تغير ما في ذهن الإنسان ، فان إدراكه للعالم سيتغير ، بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي ، وهنا نتذكر قول الله تعالى : " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيرو مابأنفسهم" وقول الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه : "إن ميدانكم الأول أنفسكم ..." .
إن ذلك يعني أن الإنسان يستطيع تغيير ما حوله عن طريق تغيير ما في ذهنه !! ولكن كيف يمكنه تغيير ما في ذهنه ؟
هذا ما تجيب عنه البرمجة العصبية اللغوية فهي علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات والمحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية.
كما أن هناك توجهات تحددها البرمجة الغوية العصبية لتمكين الناس من تطبيق فن وعلم البرمجة الغوية العصبية وتحقيق نتائج مهمة ، تسمى هذه التوجهات افتراضات مسبقة ، وهي مجموعة من الإفتراضات المسلم بصحتها والتي تحدد تشكيل ومميزات السلوك وجمع المعلومات والتقييم الشخصي ...
- الإفتراضات المسبقة في البرمجة اللغوية العصبية .
1 - احترام رؤية الشخص الآخر للعالم :
قد يختلف إثنان حول مسألة ، وقد يؤدي هذا الى اصطدام وصراع ، وهذا راجع الى كون شخص يريد أن يكون الآخر صورة طبق الأصل منه ، لذا يجب أن يتقبل الانسان أوجه الاختلاف وأن يحترم رؤية الشخص الآخر للعالم بدلا من أن يتعمد تغييره بأي ثمن دلك أن لكل شخص قيم ومعتقدات تحدد نمط سلوكه ورؤيته للعالم .
2- الخريطة ليست المنطقة : " إن الخريطة هي ادراكك ، بينما المنطقة هي الحقيقة "
اطلق العالم الرياضي البولندي ألفريد كورزبسكي هذا التعبير لوضع التاكيد على ان الادراك غير الواقع وبذلك تطرق كورزبسكي الى الى نقطة أساسية ، ألا وهي أنه بتغير إدراكنا لموقف ما ، فأن حياتنا تتغير معه .
3- توجد نية ايجابية وراء كل سلوك :
كل انسان يمكن أن يصدر منه سلوك سلبي ، الا أننا غالبا ما نصدر حكما قاسيا على هذا الشخص بحيث أننا نعمم هذا السلوك على باقي سلوكه ، إلا أنه من الأفضل أن ندرك النية وراء هذا السلوك ، وكمثال " إدا سألنا لصا عن سبب سرقته ، قد يقول لنا أنه لجأ الى السرقة لكي يطعم عائلته " وبالتركيز على نية تصرفه نلاحظ قدرا من طيبة القلب .
4- يبدل الناس أقصى ما في استطاعتهم بالمصادر المتوفرة لديهم :
كثيرا ما نأسف ونتحسر على القرارات الخاطئة التي اتخدناها في الماضي ، ولكن إدا فكر الانسان جيدا في الأمر نجد أن مصادرنا ومعارفنا كانت كل وأفضل ما نملك أنذاك ، وهي التي تجعلنا نتخد هذه القرارات إلا أن المعارف والتجارب والخبرات تتراكم مع الزمن ، فتساعدنا على اتخاد قرارات أكثر حكمة .
5- لا وجود لأشخاص مقاومين إنما هناك رجال اتصال مستبدون برأيهم :
قد يبدوا أن هناك شخص لا يمكن زحزحته عن آرائه وتمكينه من فهم الرأي الآخر ، وهذا لا يعني أنه قاسي وعنيد بصورة مستديمة ، فلو حللنا الأمر فإننا ندرك مقاومته ناتجة عن واقعة محددة أو حادثة بالذات ، يمكن تحقيق تفهمه للرأي المخالف بما يعرف ب " مفهوم المشاركة " وفيه تقوم بشرح وجهة نظرك بصراحة وتسأل الشخص الآخر إذا أدركها وفهمها كما تعنيها أنت ، ثم بعد ذلك أطلب رأيه ، هكذا تكون قد ساعدته على أن يصبح أكثر مرونة وتفتح .
6- يكمن معنى الاتصال في الاستجابة التي تحصل عليها :
إن إثارة اهتمام شخص والتقرب منه يجب أن يتناسب مع نوع الاستجابة التي تنتظرها منه ، فعند الحديث الى شخص ما تصدر عن استقباله لرأيك استجابة يمكن ادراكها بطرق مختلفة ، هذه الاستجابة هي التي تحدد درجة الاتصال بهذا الشخص .
7- الشخص الأكثر مرونة هو الذي يسيطر على الموقف :
يمكن سرد هذا المثال لادراك مفهوم المرونة " ضلت ذبابة تصطدم بزجاجة نافذة مغلقة مجهدة نفيها بالطيران نحو النافذة دون أن تستطيع الخروج منها ، الى أن هلكت الذبابة من الإجهاد ، في حين كان بالقرب من النافذة باب مفتوح ، وكان سبيلها الى الحرية ، هذا السلوك وأمثاله يدل على انعدام المرونة "لذلك فإن المرونة تمكننا من الحصول على نتائج أفضل وبأقل مجهود ، وهي بذلك منبع القوة .
8- لا وجود للفشل إنما هناك رأيا محددا عن تجربة :
كثيرا ما يعتقد الناس أن التجارب التي خاضوها في الماضي والتي كان مصيرها الفشل فحات مضلمة في تاريخهم ، وغالبا لا يخوضون نفس التجارب خوفا من الوقوع في نفس الفخ ، مما ينتج عن ذلك شعور باليأس والإحباط ، ولكن عندما تسأل أشخاصا ناجحين أ، يدلوا بأسرار نجاحهم سوف يقصون حكايات وتحديات وفشل واخفاق ، واستطاعوا تجاوز هذه الهزائم والنكسات ، وفي النهاية حققوا ما كانوا يصبون إليه .
وهنا نستحضر قولة جون جريندر : " إن الماضي هو حقا كنز من التجارب القيمة المتوفرة يمكن الإستفادة منها " .
9- لكل تجربة < شكلية .. إذا غيرت الشكلية غيرت التجربة معها :
سرد الكاتب في هذا الإفتراض زيارة امرأة لمكتبه تشتكي خوفها المرضي من الصراصير ، حين سألها عما يخيفها من الصراصير، قالت لونها ومظهرها في حين أن لونها كان هو لون سروالها ، ثم سألها الكاتب عن شخص كان يضحكها ، فقالت صديقها مايكل ، فاقترح عليها الكاتب أن تنعت الصراصير بمايكل ، وبهذه الطريقة استطاعت هذه المرأة التخلص من خوفها المرضي من الصراصير ، إذ أن لهذا المرضي شكلية معينة ، فعند تغيير هذه الشكلية ، تتغير رؤيتها للصراصير .
لهذا فأن عند ما نفكر في تجربة سلبية ، يمكن تغيير شكلية هذه التجربة بالنظر إليها من زاوية مختلفة ، بهذا تتغير التجربة بأكملها .
10- يتم الاتصال الانساني على مستويين الواعي واللاواعي :
صرح العالم النفسي " جورج أملر " أن سعة العقل الواعي محدودة ، أما العقل اللاواعي فله قدرة استيعاب لا محدودة ، إذ أن العقل اللاواعي يحتوي على جميع ذكريات وبرامج الانسان منذ أن كان جنينا في الرحم ، وبالتالي فإن هذه البرامج هي التي تحدد طبيعة السلوك عند الانسان ، إلا أن برمجة العقل اللاواعي تتم بواسطة العقل الواعي ، فالبدء يكون بالتأثير على العقل الواعي وكذلك على تقديرنا وتقييمنا للأشياء التي نقولها لأنفسنا ولغيرنا ، لذا يجب استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية . بهذه الطريقة نزود العقل الواعي ببرامج إيجابية التي يكون لها تأثير ايجابي على المشاعر و السلوك .
11- يوجد عند جميع البشر في تاريخهم الماضي كافة المصادر التي يحتاجونها لإحداث تغييرات إيجابية في حياتهم :
كل انسان يتوفر ماضيه على لحظات كان يشعرفيها هذا الشخص بالثقة في النفس والفخر والسعادة – لحظة الحصول على شهادة أو ترقية أو اتمام صفقة ناجحة أو زفاف ناجح ...- يمكن للإنسان تذكر هذه اللحظات والإستمتاع بنشوتها ، تذكر هذه اللحظات يجلب الطاقة والثقة والتشجيع ، ومنه فإنه لا حدود للإستعانة بمصادر الماضي الحافل بالإثارة والثقة التي يمكنها أن تمنح حياة أفضل وأكمل وأوسع .
11- إن الجسم والعقل يؤثر كل منهما على الآخر :
إن وجوهنا وحركات أجسامنا مرآة لأفكارنا ، والعكس صحيح ، فعندما يتذكر الإنسان شيء لا يحبه فإن ذلك ينعكس على تعبيرات وجهه وحركات جسمه ، وعكس ذلك يحدث عندما يتذكر شيء يحبه .
كذلك عندما يهبط الانسان كتفيه وينكس رأسه ، فإنه غالبا ما يشعر بالأسى والحزن حتى لو تحدث الى نفسه وقال " أشعر أنني في حالة رائعة " . وعندما ينهض الانسان ويستقيم ويدفع كتفيه الى الخلف ويرفع رأسه فإنه يعكس إيجابيا على نفسيته حتى لو تحدث الى نفسه وقال " أنني في حالة بؤس " .
هكذا يتبين أن للجسم والعقل تأثير متبادل ، كلاهما مرتبط بالآخر ، ومنه يمكن للإنسان الإستفادة من هذه التقنية .
12- إذا كان شيء ممكن لشخص ما ، فمن الممكن لإي شخص أن يتعلم الشيء ذاته :
طبعا هذا الإفتراض ممكن تحقيقه إلا أن ذلك يتطلب من صاحبه أن تكون اديه رغبة قوية في التعلم أولا ثم مباشرة التعلم وأخيرا أن يلزم نفسه بالتعلم تحت أية ظروف .
ولهذا فغذا كنا نطمح في اتقان الاتصال بالإخرين ، فيمكن الاقتداء بشخص حكيم واجتماعي وهادئ ، وما علينا إلا أن نكتشف استراتيجيته وتجريبها على أنفسنا ثم تطبيقها ، والإستمرار في تطبيقها وتعديلها الى أن تصبح طبيعة ثانية لدينا .
13- أنا مسؤول عن ذهني ، لذا فأنا مسؤول عن النتائج التي أصل إليها :
من السهل بمكان لوم الآخرين ونسب المشاكل والمتاعب إليهم ، إلا أن هذه الطريقة تؤدي الى الإستسلام وفقدان الثقة بالنفس ، أما عندما يحدد الإنسان أنه هو المسؤول عن نتائجه وحياته فهذا يزوده بالطاقة الإيجابية وهي مصدر تحقيق النتائج الباهرة .
بوضع هذه الإفتراضات نصب أعيننا وبتطبيقها يوميا نضمن حدوث تغيرات إيجابية في حياتنا .
الباب الثاني
مهارات اتصال الشخص بذاته
يشتمل هذا الباب على مجموعة من التقنيات التي من شأنها تطوير مهارات اتصال الشخص بذاته وتحسين نمط حياته .
1- الإحساس بالذات :
لكي يتفوق الإنسان في مجال الاتصال مع الآخرين عليه أولا أن يبدأ بالإدراك والتعلم والسيطرة على مهارات الإتصال الداخلي ... عليه أن يبدأ البحث في الداخل وهذا لا يتحقق إلا بالإحساس بالذات .
في الواقع فالإحساس بالذات هو الخطوة الأولى نحو السيطرة على الذات ، وانطلاقا من ذلك يبدأ في ملاحظة أنماط سلوكه التكرارية ، وهي نقطة البداية للتقدم وتحسين الذات .
فلو أن شخصا اعتاد الإستعجال في الأكل مثلا، عليه أن يعي أن تلك العادة ليست صحية ، ثم يحاول ادخال التغيير على هذه العادة السيئة ، وذلك بالتأكد من وجودها ثم الأكل ببطء لإرساء عادة جديدة أكثرا ارتياحا من القديمة ، وهذا لا يتأتى إلا بالتعلم والتدريب المستمر .
2- نموذج التغيير
لإدخال أية تغيرات في الحياة على الإنسان أن يدرك أفعاله وسلوكه قصد الرقي بها وذلك بإتباع نموذج التغيير ، الذي يتضمن ست مراحل رئيسية و هي :
المرحلة الأولى : لاحظ - البدء بملاحظة السلوك بشكل واع ، وتأمل كيفية التنفس والإتصال والتصرف تحت أية أنواع من الظروف .
المرحلة الثانية : قرر - أن نفعل مايلزم من أجل التغيير.
المرحلة الثالثة : تعلم – مهارات جديدة ، قراءة واستماع اشرطة ، مشاهدة فيديو تربوية ، حضور مؤتمرات وندوات ودروس ...
المرحلة الرابعة : أستوعب – بخطوات بسيطة لإستيعاب أفضل ما تعلمته.
المرحلة الخامسة : مارس يوميا ما أستوعبته في حياتك اليومية قصد اكساب العادة .
المرحلة السادسة : واصل عملك حتى الإنجاز ، كن منظبطا ، ومهما حدث لاتتوقف كي يصبح هذا السلوك عادة إيجابية طيلة الحياة .
3- نموذج التركيز :
يتصرف الناس طبقا لقيمهم ومعتقداتهم ، فإذا تغيرت الأفكار والقيم يتغير السلوك والمشاعر ، والبرمجة اللغوية العصبية تهدف الى تعديل السلوك الإنساني والإرتقاء به الى أعلى مستوى .
فأسلوب الحكم على الآخرين ومشاعرنا اتجاه الناس ، تتحدد بنوعية تركيزنا على هذه الأمور ( إيجابية أو سلبية ) إلا أنه للأسف تسيطر الجوانب السلبية في معظم الحالات مما ينتج عن ذلك مشاكل وصراعات ...
4- قدرة الإدراك :
يتلقى الناس الأشياء بمعاني مختلفة ، فقد ينتج عن كلام ما ضحك وسرور من قبل أناس ( إدراك إيجابي ) أو غضب من قبل آخرون ( إدراك سلبي ) ، فالإدراك السلبي للأمور يؤدي الى استنتاجات خاطئة وانفعالات سلبية ومن تم يحدث الإتصال السيئ ، وعندما يحدث الإدراك السلبي يميل الناس عادة الى التسرع في إصدار الأحكام النهائية والتركيز على السلوك بدل الشخص ، ومن أجل تجاوز الإدراك السلبي للآخرين عند الإتصال بهم على المخاطب النظر للموقف بنظرته، ثم من وجهة نظر الشخص الآخر ( من أجل إدراك سلوك الشخص الآخر ) ومن وجهة نظر محايدة . بهذا تنظر الى الموقف من ثلاث زوايا مختلفة فتساعدك على التغلب على عمليات الإدراك السلبية .
5- الحل الإطاري :
في هذا المقطع يتطرق الدكتور ابراهيم الفقي الى تعريف الحل الإطاري وأهمية استخدامه فما هو الحل الإطاري؟
الحل الإطاري عبارة عن سلسلة من الأسئلة تهدف الى توجيه الفكر ومساعدة الشخص على معرفة ما يريد ، كما أنها تساهم في حشد الطاقة الكامنة في الداخل والتحكم في الانفعالات وتوسيع مجال الخبرات و هذه التقنية تنطلق من مسلمتين إثنين :
- إذا كان الشيء ممكنا لأي شخص في العالم ، فهو ممكن لي أيضا .
- لا يوجد فشل وإنما رأي محدد عن تجربة .
الحل الإطاري يمكن استخدامه وتطبيقه إذا واجه الإنسان تحد أو موقف صعب ، إذ على الإنسان أن يركز على الحل لا على المشكلة .
من أجل توضيح تقنية الحل الإطاري نقوم بمقارنة الحل الإطاري بالمشكلة الإطارية. فخلال المشكلة الإطارية تطرح الأسئلة التالية :
ماهي المشكلة ؟
لماذا ظهرت لي هذه المشكلة ؟
منذ متى أعاني من هذه المشكلة ؟ كيف تحد هذه المشكلة من امكانياتاتي ؟
من المسؤول أو المخطئ ؟
متى كانت أصعب فترة عانيت فيها من هذه المشكلة ؟
من خلال طرح هذه السلسلة من الأسئلة يكتشف الشخص أنه يعاني من مشاعر سلبية .
أما الأسئلة التي تطرح من خلال معالجة المشكل أو التحد بتقنية الحل الإطاري فهي :
ماذا أريد ؟
متى أريد ذلك ؟
ماهي المصادر المتوفرة لدي ؟
كيف يمكنني استغلال مصادري للحصول على ماأريد ه ؟
حينما أحصل على ما أريد ، كيف تتغير حياتي ؟
من أين أبدأ ؟ ...
بعد طرح هذه الأسئلة يشعر الشخص بهدوء .
إن إدراكا صحيحا لعملية التحكم ( وإدراك طبيعة الأسئلة التي تطرح ) من شأنه التغيير الجدري لطبيعة الانفعلات من سلبية الى إيجابية ...
6- اربط نفسك بالتحطم في ذاتك :
يتناول الدكتور ابراهيم الفقي في هذا المقطع تفسير لشرح الرابط ، وفوائد استخدامه وأسس بناء رابط فعال والخطوات المتبعة لتوليد رابط فعال .
من منا لم تذكره أغنية ما بحالة نفسية كان عليها عند سماعه لها للمرة الأولى ، في البرمجة اللغوية العصبية تعرف هذه الظاهرة بالرابط ، بتكرار الروابط الصحيحة ، يمكننا استرجاع التجربة الأصلية الى الذاكرة ، فلماذا إذا نهتم بدراسة الرابط ؟
عن طريق تطبيق الرابط نستطيع بلوغ أية حالة نرغبها وإعادة احياء مشاعر ايجابية بغية استخدامها للوصول الى حالات الامتياز والتفوق الذهنية .
ولبناء روابط فعالة يمكن استخدامها في الحياة اليومية ، يجب توفر أربع أسس رئيسية وهي:
- القوة : يجب أن تكون في حالة نفسية شديدة القوة .
- توقيت الرابط : يجب أن تصل الأحاسيس الى قمة قوتها .
- التمييز : يجب أن يكون الرابط فريدا من نوعه ويناشد احدى الحواس الخمس .
- التكرارية في نفس المكان والزمان : اختيار رابط يكون سهل الاستعمال مرة وعدة مرات ، وإيجاد شيء بسيطا ذو مغزى أو هدف بالنسبة لمستخدمه .
7- مولد السلوك الجديد :
يوضح الكاتب على أن مولد السلوك الجديد أحد نماذج البرمجة اللغوية العصبية الأكثر فعالية ، وما على الذي يريد ادخال تغييرات ايجابية في حياته إلا أن يستعمل هذا النموذج في كل شيء .
ثم يوضح الدكتور الفقي الخطوات اللازمة للتمكن من اكتساب السلوك المرغوب فيه .
فالخطوات الاولى تنبني على تصور السلوك المنشود ، واختيار أشخاص نحن معجبون بهم حققوا نتائج وانجازات نريدها لأنفسنا ، ثم الخطوات الموالية تتمثل في التركيز وادراك سلوك االشخص الذي نرغب في تحقيق انجازاته ، أما الخطوات الأخيرة تتمثل في كيفية تطبيق هذا السلوك مستقبلا في وضعيات عجزنا عن تحقيق نتائج إيجابية في الماضي .
الباب الثالث
مهارات الاتصال بالغير
النظام التمثيلي :
هو تمثيل المعلومات باستخدام الحواس (السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس) من العالم الخارجي . ففي داخل الجسم توجد مستقبلات حسية تقوم باستقبال المعلومات وتخزينها ومن ثم تستدعى بنفس الطريقة التي خزنت بها .
في البرمجة العصبية اللغوية هناك ثلاث أنواع من الأنظمة التمثيلية:
1 - البصري: هو الإدراك الناتج عن الرؤية وهي الصورة المشاهدة أو الحقيقية أو من الذاكرة أو متخيلة منشأة ، مثال رؤية صورة شخص فهي صورة خارجية حقيقية وعندما تخزنها في عقلك ثم تتذكر تلك الصورة فإنها تصبح صورة من الذاكرة.
2- السمعي : هو الإدراك الناتج عن السمع وهو السمع الحقيقي أو المتذكر أو المتخيل، والسمعى نوعان رقمى ونغمى .
3- الحسي : هو الإدراك الناتج عن الإحساس وهو الإحساس الحقيقي أو المتخيل باستخدام حاسة اللمس أو المشاعر .
ويمكن تحويل الإدراك من نمط الى نمط فعندما نسمع صوت الطائرة ( نمط سمعي ) فإننا نتصور شكل الطائرة (نمط صوري ) وهي تطير في السماء. أنماط التفكير المتنوعة هذه وكيفية تشكلها فى ذهن الإنسان تسمى بالنظام التمثيلى.
إذا فالأنماط منها ما هو:
سمعي (رقمي ، نغمي ).
بصري.
حسي , الحاسة الحركية هي الحاسة التي تجعلنا نعرف مواقع أعضاء الجسم وأوضاعها فأنت تعرف إن كانت يدك مرفوعة أو ممدودة من دون النظر إليها. ( وستعتبر حاستي الشم والذوق تابعتين لنمط الإحساس ).
1 - البصري Visuel
و من سمات النمط البصرى :
- سـرعة اتخاذ القرارات ، حتى عندما تحتاج إلى تأمل أو تفكير.
- التفاعل العالي مع المتغيرات السريعة، حيث لاتتوفر معلومات.
- يصلح أن يكون قائدا لأزمة لأنه سريع ، ولأنه يضع كل المعطيات أمامه على هيئة صور ولا تنسى أن ميزة البصر الطبيعية المشاهدة عبر مدى واسع ، هذه القدرة تجعله يضع كل المتغيرات أمامه فيتصرف بحكمة.
- يتعامل مع الاختبارات السريعة والشفوية بشكل جيد .
- له رؤية استراتيجية بعيدة المدى، ربما تكون غير واقعية أو منطقية.
- يرى مالا يراه الآخرون لأنه يستطيع أن يتخيل العواقب والنتائج
- يفضي إلى الوسوسة دائما في توتر ومشاكل لكثرة تخوفه
- التسرع في الرد على الآخرين
- الكلمات تسبق المعاني – ربما قال كلمة لا يقصدها فتورط ، وربما قفز الى كلمات وهو لا يدرك معانيها في السياق
- لديه حب السيطرة لأنه يظن انه يرى الصورة كاملة.
- ربما عبر بكلمة اقل ملائمة عما يريد أو أكثر مما يريد.
- يتذكر أكثر مايراه
2 – السمعي Audi-
و من سمات النمط السمعى :
- يمررون الكلام على عقولهم , عقلانى منطقي في كثير من الأحيان
- اكثر اتزانا في اتخاذ القرار
- ينطقون ما يقصدون ويقصدون ما ينطقون
- الحكمة والروية والتنظيم والمنطقية في ترتيب الأشياء والأفكار
- صاحب مشروع إدارة الوقت
- يستخدم المفكرات والمنظمات
- يكثر الحديث عن التخطيط
- افضل من ينزل الأعمال المجدولة إلى الواقع
- لديه قدرة على تحويل رؤية البصري إلى واقع منطقي معقول
- عدم القدرة على التصرف في حالة الأزمات
- صعوبة اتخاذ القرار تحت الضغط
- اختبارات الشفوي فيها مشكلة, يحتاج أن يراجع ليعيد ربط الأجزاء بطريقة تتابعية
- لا توجد رؤى طويلة المدى بسبب غيلب المعلومات
- عمله فلسفي منطقي ليس ملموسا, يميل إلى الفلسفة والنقاش والجدل
- يتذكر أكثر مايسمعه
3 - الحسي
و من سمات النمط الحسى :
- التفاعل مع الأحداث وعدم الجمود, لكن بعد أن يشعر بها.
- لايأخذ القرار حتى يتفاعل معه ولذلك بطىء.
- ا لتسرع في اتخاذ القرار إذا تفاعلوا معه.
- صاحب قدرة تنفيذية.
- يحول الخطط والأفكار إلى واقع ملموس.
- الأسلوب العملي في الحياة .
- البعد عن الأحلام والتنظير والفلسفات والنظريات والإحتمالات ( اعطني ما أعمله ) , ( اجمعوا وقرروا وأنا انفذ ) يريد عملا لا تنظيرا .
- يتميز بكثرة الأنواع ( قاس ورقيق – محب ومبغض).
- قصر النظر والتحرك نحو أهداف قريبة .
- لا مانع عنده أن يصطدم بالجدار كل يوم (كل مرة يقع في نفس الخطأ) .
- يتذكر الأشياء التى فيها حركة.
ملاحظات عامة على الأنماط
1 - افضل فرق العمل التي تحتوي على الأنماط الثلاثة، فيتوافر فيها الخيال أو الإبداع والمنطق والواقعية.
2 -السمعي يمكن أن يكون بصريا أو حسيا بحسب السياقات، خلقت مفضلا لإحدى هذه الأنماط ولكن السياقات تنمي جانبا وتضعف آخر, والبيئة لها تأثير في غلبة النمط فأهل المناطق التى بها أشجار وأزهار وألوان طبيعية مختلفة مثلا يغلب عليهم النمط البصري نظرا لطبيعة المنطقة فيمكن أن تنمى الأنماط من خلال التدريب والبيئة.
3 - السمعي يستيقظ بالصوت لا بالضوء ويحب الألعاب الصوتية والطفل البصري يستيقظ بالضوء لا بالصوت ويحب الألعاب ذات البهرجة فى الأشكال والألوان والطفل الحسى يحب الألعاب الحركية.
4 - الطبيعة الحسية من واقع تجربة موجودة في الجميع قد نجد من ليست له طبيعة سمعية أو بصرية ولكن يندر أن تجد من ليس له طبيعة حسية.
5 - لكل إنسان نصيب من كل نمط من الأنماط الثلاثة ، لكن يغلب عليه نمط واحد وفي بعض الحالات يغلب على الشخص نمط معين في بيئة من بيئاته ففي مكتبه له نظام ، وإذا رجع إلى المنزل غلب عليه نمط آخر.
التأكيدات اللغوية للأنظمة التمثيلية
يمكن استنباط النظام التمثيلي للشخص من الكلمات التي تصدر عنه وهو ما ندعوه بلحن الخطاب أي يمكن استخلاص النظام التمثيلي للشخص من حديثه، وإذا تحدثت مع أحدهم ولا حظت حركة عينيه فيمكنك تأكيد ملاحظاتك من إشارات الوصول العينية لهم.
الملاحظة الدقيقة للكلمات في مجمل كلام الإنسان تتجه إلى غلبة نمط من الأنماط الثلاثة على تفكيره ، فيمكن تصنيف شخص معين بأنه يغلب عليه أو على عرفه نمط معين , النمط الغالب على الشخص المقابل يساعد على التفاهم معه . أما التعامل مع مجموعة من الناس في محاضرة أو خطبة أو دعاية فإن الأسلوب المناسب هو استخدام مزيج متوازن من الكلمات الصورية والسمعية والحسية وعدم الاقتصار على نمط واحد.
النمط بصري تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية :
نظر ، رؤية ، ظهور ، تصور ، مشهد ، معرض ، عرض ، كشف ،لمعان ، وضوح ، عين ، تحديق , ملاحظة ، مراقبة ، صفاء ، ومضة ، ألوان ، ظلام ، فجر ، أصيل ، شروق ، قمر ، مغيب ، انعكاس ، بريق ، رسوم ، شاشة ، أفق ، أعمى ، بصر ، بؤرة ، عدسة ، أصباغ ، منظر ، ظلال ، أبيض ، أسود ، شمس ، نجوم ، أرى ، ملامح , يظهر لي ، ظلال من الشكوك ، أرى ما تقوله ، تسليط الاضواء ، على ضوء ذلك ، نفق مظلم ، وجهة نظر ، من هذا المنظور ، مشرق الوجة ، ألوان زاهية ، يدقق النظر ، النظر الى المستقبل ، صورة مشوشة ، نظرات حادة ، سيارة مختلفة اللون ، ملابس براقة ، متلون المزاج ، عين ساهرة.
النمط السمعي (لحن سمعى) تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية :
صوت ، سمع ، نغمة ، رنين ، لهجة ، غناء ، موسيقى ، نبرة ، صراخ ،سؤال ،إجابة ، أول ، نقاش ، صياح ، صمت ، أخرس, آذان ، جدال ، رطانة ، وقع ، دقة ، أذن, إصغاء ، حديث ، ثرثرة ، همس, ترنم ، تشدق ، مواء ،صهيل ، تغريد ، زئير ، لكنة ، عجمة ، كلام ، الآلات الموسيقية ،طرق ،عزف ، الرعد ،دعاء, خطابة ، كلمة, صفارة ، جرس ، صوت واضح , نغمات عذبة ، ينصت باهتمام ، أمسك لسانه ، قوة الكلمة ، كثير الكلام ، لسان سليط ، يخطب في الناس ، يردد النغمة نفسها, يقرع الجرس ، أنتبه الى ما أقول ، عبارات الود والثناء ، الغيبة والنميمة ، قول الحقيقة ، كلام الناس ، أجراس الخطر.
النمط الحسي (لحن حسى) تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية :
شعور ، إحساس ، لمسه ، إمساك ، انزلاق ، خشن ، ناعم ، صلب ، لين ، صلد ، إصبع ،معاناة ، ضرب ، صدمة ،سحق ، حكة ، سطح ،حاد ، مبلل ، رضوض ، مسح ، دفع ، شد ، مرور ، ساخن ، حار ، بارد ، جذب ، ضغط ، ثقل ، ألم ، كآبة ، حزن ، فرح ، ضيق ، غضب ، هم ، خوف ، جرح ، يغلي من الغضب ، أمسكه بقوة ، يسيطر على نفسه ، يضبط أعصابه ، يضع يده ، يمسه بسوء قبضة حديدية ، ألم في الظهر ، يخفق قلبه ، أساس متين ، عديم الاحساس ، اصبر قليلا ، ، اشعر بأنه ، يخدش شعوره ، يجرح كرامته ، أعصاب باردة.
كلمات وعبارات محايدة :
فكر ،عقل ، حكمة ، منطق ، فكرة ، تجربة ، قرار ، ذكرى ، علم ، فهم ، عملية ،حاف ، اعتبار ، تغيير إدارك ، وعي ، متميز ، مبدأ ، ثقافة ، خبر.
التعرف على الأنماط التمثيلية :
النمط البصري من سماته أنه يميل لرؤية العالم من خلال الصور ، تناسبه القصص والأمثلة ، ينظر للأعلى ، يميل للخلف، سريع الكلام، كثير المقاطعة ، نفسه سريع ، حينما تقترب منه يعود للخلف لأنه بحاجة لرؤية الصورة كاملة.
أما النمط السمعي فمن سماته أنه يدرك العالم من خلال المسموعات ، معتدل في وقفته، ينظر للأمام ، كلامه بطيء ، يعتني بكلامه ، يرتاح لوصف الشيء أكثر من مشاهدته ، يميل للاعتدال في وقفته ثابت فيها.
أما النمط الحسي فمن سماته أنه عاطفي ، كثير الصمت ، ينظر للأسفل ، يتكلم بهدوء شديد ، تنفسه طويل وعميق ، يتقدم نحوك ، لغته شعورية.
التعامل مع الأنماط :
حاول أن تحقق الألفة من خلال مستوياتها الأربعة بشكل كامل ، وأن توافق نمطه من خلال فهمك له ، فإن كان نمطه موافقا لنمطك فلامشكلة هنا. لكن لو اختلف نمطك عنه... فما يلزمك هو محاولة مراعاة هذا الاختلاف , فمثلا السمعي يميل للتأني في كلامه والتأنق في اختيارها وعدم مقاطعته للآخرين ، فلو كنت صوري ومن سماتك مقاطعة المتحدث والسرعة أثناء الحديث أن تراعي توافقك نبرة الصوت معه.. ومنحه الفرصه للحديث وعدم مقاطعته بشكل متكرر.
الاستنباط
هو عملية التعرف على النظام التمثيلي لشخص معين ويشمل ذلك التعرف على ثلاثة جوانب للشخص :
- النمط الغالب له ، بصرى ، سمعي ، أم حسي
- استراتيجية النظام التمثيلي أي ترتيب الأنماط وتعاقبها
- النميطات الحرجة
استراتيجيات بناء العلاقات الإنسانية :
يبرز ا لدكتور الفقي أن بناء العلاقات اإنسانية يكون الهدف منها هو إحداث اتصال ناجح قصد التأثير على الآخر، لذلك فإن بناء علاقة مع انسان لا يتأتى إلا بقبول وتقدير واحترام الشخص الآخر وموافقة رؤيته للعالم ، ومن أجل ذلك لابد من ادراك وممارسة المكونات الثلاثة لهذه العلاقة وهي : الموافقة –المطابقة –القيادة .
- الموافقة : هي جعل سلوكك الخارجي يتلاءم تقريبا مع السلوك الخارجي للشخص الآخر والموافقة بهذا المعنى ليست تقليدا ، وإنما هي مفتاح إقامة العلاقة .
- المطابقة : هي العملية المستمرة لموافقة حركات وأساليب تحدث الناس ، أي هي تلبية رؤية الشخص الآخر للعالم، حيث ترى الأشياء من وجهة نظره ، وتسير وتتحدث وفق سيره وحديثه .
- القيادة : هي نتيجة عمل الموافقة والمطابقة ، بواسطتها تتحقق من اتباع الشخص الآخر لسلوكك.
كلمات الاتصال الثلاث
في هذا الجزء يشير الكاتب الى نتائج " ألبرمهارابيان " أستاذ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلي ، حيث أن الإتصال يتم عبر ثلاثة مستويات :
*لفظي يمثل فقط % 7
*صوتي يمثل % 38
*بصري يمثل % 55
هكذا يؤكد الدكتور الفقي على أن نبرة الصوت وتعبيرات الوجه والحركات المناسبة تمثل % 93 في عملية الإتصال لذا يجب الإنتباه إليها أثناء الحديث .
نموذج التدقيق
في حالات عديدة يقول الناس أشياء ويقصدون بها أشياء أخرى أو يجهلون ما يعنون ، في مثل هذه الحالات ينقل الناس بلاغات متضاربة .
لذا يحاول الكاتب من خلال هذا المقطع ، تحسين عملية الإتصال عن طريق استخدام نموذج التدقيق : m-del
نموذج التدقيق هو عبارة عن مجموعة من الأدوات تهدف الى ترقية الإتصال وسد تغرات الإتصال الرذيئة أو غير المناسبة .
يقترح الدكتور الفقي مجموعة من التقنيات التي تساعد على طرح الأسئلة والتجارب مع الشخص والحصول على معلومات اضافية عنه ومساعدته بوضع عدد كبير من الخيارات أمامه عن طريق عمليات الإلغاء والتعميم والتحريف ، تهدف هذه العمليات الى ضمان اتصال جيد عن طريق ربط الكلام بالتجارب وتدقيق العبارات المستعملة في الحديث وتقديم رؤية اجمالية عن الموضوع .
الباب الرابع
التفوق في فن الإتصال
من أجل التفوق في فن الاتصال يقترح الدكتور الفقي استراتيجيات عملية ومنهجية في هذا الميدان ، ومن بين الاستراتيجيات التي يقترحها :
استراتيجية حل المشاكل
يوضح الدكتور الفقي في هذا المقطع ، كيفية ومراحل حل مشكلة أثناء عملية الإتصال مع شخص منفعل ، ويؤكد على أربع مراحل أساسية :
- الفصل : هو فصل الذات عن المشكلة
- ابطال الإنفعال السلبي : لتحقيق تواصل مع شخص عصبي في حالة منفعلة لابد من إبطال هذا الانفعال ذلك أن المشاعرالسلبية لاتترك مجالا للحديث المنطقي لذا يجب التعاطف معه ومشاطرة همومه
- التركيز على الحل : من أجل ذلك يمكن إشراك الطرف الآخر يشارك فب عملية الحل أو اقتراح حلول للأزمة
- الربط بالانفعالات الايجابية : تكون بعد إيجاد الحل ، وذلك بغية ترك أتر ايجابي على النفس
استراتيجية الاتصال المطلق :
يبين الدكتور الفقي خلال هذا المقطع الخطوات العشر العملية لتحقيق التفاهم والإنسجام والألفة بين الأشخاص : هذه الإستراتيجية تبدأ بالإستماع الى الطرف الآخر ، ثم الفصل بين الذات والمشكلة ، والتزام الحياد ومشاطرة هموم الشخص الآخر ، الإنتباه الى النظام التمثيلي للشخص وتوظيفها قصد تبليغ الخطاب ، وبعد الإنصات الى الطرف الآخر تدخل لتوضيح طبيعة المشكلة مستخدما نمطه التمثيلي ، ثم تكرر البلاغ بعباراتك الشخصية ، ثم عزل المشكل لتجنب ضهور مشاكل أخرى ،عملية تعميم ، عملية التخصيص ، وأخيرا دفع الشخص نحو نتيجة محددة ،بهذه الطريقة يتحقق الإتصال الناجح والإانسجام بين الطرفين وذلك بتقليل الفروق المحسوسة في مستوى اللاوعي إلى أقل ما يمكن.
برمجة الذهن على التفوق في الاتصال :
بإمكان أي انسان أن يصبح متميزا في فن الاتصال ، الا انه يحتاج الى الايمان والتأكيد والتصور الابداعي والعمل المنسق .
* فالايمان : هو الاعتقاد الراسخ الذي ينبؤ الانسان بإمكانية حصول ذلك ، وهنا نتذكر مقولة نابليون هل " مايقدر عقل الانسان على تفهمه والايمان به ، في إمكان عقل الانسان أن يحققه "
* التأكيد : فهو الاصرار على تحسين المستوى ( تحسين الاتصال بالناس )
* التصور الابداعي : فهو تصور الأهداف المراد تحقيقها وجعل العقل اللاواعي يتفاعل معها وهنا ندرج مقولة ألبرت أنشتين " إن التصور أهم من المعرفة "
* العمل المنسق : حسب تعريف صاحب الكتاب هو العمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق الهدف المرسوم ولو بخطوات صغيرة .
الخاتمة :
يمكن القول إن البرمجة اللغوية العصبية علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي وطاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه
وأدائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه ، كما يمدنا بأدوات وتقنيات يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه ، وتنمية الإتصال مع الذات والغير قصد بناء العلاقة الإنسانية النبيلة .
كما البرمجة اللغوية العصبية علم قائم على التطبيق لا على التنظير ، فهو يحفز ويساعد ويعطي آليات عملية. ومن ثم كان انتفاع الأوروبيين والأمريكيين به أعظم من انتفاعنا نحن المسلمين ، وذلك أننا ـ كثيرا ما نميل للتنظير على حساب التطبيق ، أما الأوروبيون فإنهم في الجملة قوم عمليون ، يبحثون عما يحقق لهم النتائج ، ويوفر لهم المصالح.
ليس من طبيعة البرمجة اللغوية العصبية أن ( تفرض ) ، وإنما هي ( تعرض ) وعلى كل منا أن تكون له شخصيته المستقلة ، ورؤيته الخاصة تجاه ما يسمع وما يرى ومايحس .
وإذا رأيت من يقدم لك البرمجة العصبية اللغوية على أنها مجموعة حقائق مطلقة ، ذات آليات وخطوات محددة لا يجوز الاجتهاد فيها بعلم وبينة إذا رأيت من يفعل هذا فاعلم أنه بعيد غاية البعد عن روح هذا العلم ، غير مدرك لطبيعته المرنة الطيعة القابلة للتشكيل شريطة أن يكون المشكِّل فنانا ماهرا متمرسا .
وفي المقابل إذا رأيت من يقدم لك البرمجة العصبية اللغوية على أنها مطية ذلول لكل راكب ، وعلى أنها طائفة من النظريات والأفكار متى سمعتها واستوعبتها فقد صرت قادرا على كل شىء ، إذا رأيت من يفعل هذا فاعلم أنه بعيد كل البعد عن حقيقة هذا العلم ، غير متفهم لجوهره العملي ، الذي يجعل منه واحدا من العلوم التي لا يمكن إتقانها إلا بالممارسة الدائمة لكن وفق أسس وقواعد .
إن هاتين الخاصيتين للبرمجة اللغوية العصبية أعني ( المرونة و العملية ) أو ( قابليتها لأن تتشكل بحسب طبيعة الدارس لها ورؤيته ومعتقداته ، واحتياجه الدائم للممارسة والتطبيق وفق أسس مدروسة ) تجعلان من البرمجة اللغوية العصبية علما وفنا في آن واحد . فهو علم من جهة كونه قواعد وأسس تطبق وتمارس ، وفن من جهة قبوله للتشكّل الشخصي بحيث يكون دالا على صاحبه تماما كما يدل أسلوب الشعر على الشاعر ، وطريقة الرسم على الرسام .
وهنا أحب أن أوجه الى جميع المهتمين والمختصين بإعادة النظر في الموضوع لإعطائه المكانة الائقة ، لإستخلاص العبر و بربطه بحياتنا، أسوة بالرسول الكريم والخلافاء الراشدين، وكما أن تاريخنا حافل بأمثال عن البرمجة اللغوية العصبية ولكن بتسميات مختلفة مثل: التكيف، الاحتمال، الصبر، الحلم عند الغضب، التصور الفكري، التصوف الديني،الخاطرة والفكرة، وهناك شروحات مختلفة عن النفس البشرية بالقرآن الكريم.