[color=#f[font=Tahoma] تكافئ الفرص في المغرب[/color]
إن الهدف من الحديث عن هذا الموضوع هو اثارة التنبه الى الظاهرة السلبية الخطيرة التي تدمر المنظومة التعليمية شيئا فشيئا بهدف التفكير سويا في الحد منها [font= فمما لا شك فيه أن الامتحانات وضعت لمعرفة استيعاب الطالب للعلم الذي يتلقاه ومعرفة ما إذا كان يستطيع مواصلة تعليمه وتلقي الجرعة التالية من العلوم والمعارف . ولمعرفة هل هذا الطالب أهل لمهنةٍ تَعَلَّمَ فنونها وعلومها في المدارس [font= لكن التعليم العمومي فقد مصداقيته مع توالي العصور بحيث لم تبق الا البنايات الشاهقة وهي تتلاشى يوما بعد يوم فاذا اردنا ان نتكلم عن التعليم ببلادنا للاسف الشديد لن تتسع اوراق اومجلات او او ولكن نرجوا ان تتبصر [font= ال[font= حكومة لهذا المشكل حتى ترجع المؤسسات العمومية للتعليم بكل معانيها و اعتقد ان التعليم الخصوصي هو الذي ضيع التعليم العمومي
[font= [font= الى ان اصبح[font= [font= النجاح في المستويات الدراسية كلها لم تعد تتحكم فيه نتائج التقويم ومستوى التلميذ، وإنما تتحكم فيه الخريطة المدرسية والعوامل الذاتية ، التي تجعل التلاميذ ينتقلون من صف إلى آخر وإن كانوا حاصلين على معدلات جد ضعيفة ..
[font= [JUSTIFY]عرف القانون الجديد الغش بأنه ((كل عملية لتزييف نتائج التقويم من خلال ممارسة المترشحة أو المترشح وكل أشكال التحايل والخداع في الامتحانات...وذلك قصد الحصول على نتائج لا تعكس مستواه الدراسي والثقافي الحقيقي الذي يؤهله للنجاح في هذه الامتحانات))[/color]
[/JUSTIFY]
يتضح إذن أن القانون جاء لمحاربة كل عملية لتزييف نتائج التقويم .. ونبد كل أشكال التحايل التي تنتج عنها نتائج لا تعكس المستوى الحقيقي للتلميذ .. وإذا كان هذا هو ما يسعى القانون إلى محاربته ، فيجب على هذا القانون محاربة التعليم الحالي برمته ...
تزوير لدبلومات الماستر و الدكتوراه، وجدت في ملفات موظفين في مجلس النواب و المستشارين، و في وزارة المالية، و في المكتب الوطني للمطارات،ً و في المدرسة العليا للماء و الميكانيك،و لو تم فحص ملفات الموظفين في كل الوزارات و المؤسسات العمومية و الشبه العمومية لوجدوا فضائح تشيب لها رؤوس الرضع ....
كلنا ضد الغش و الفساد، لكن، هلا بدأنا بالغش الأكبر لنستئصل جدور الغش الأصغر ؟
[/color]
الجميع يقر أن نقط المراقبة المستمرة لا تعكس مستوى التلاميذ ،ففي الوقت الذي يجمع كل الفاعلين التربويين على ضعف مستوى غالبية التلاميذ ، يفاجأ الكل بحصول معظمهم على معدلات ونقط جد عالية والدليل على ذلك هو كون الأغلبية الساحقة من التلاميذ المرشحون للباكالوريا حاصلين على معدلات مستحسنة أو حسنة في المراقبة المستمرة حتى أولئك الذين قلما ولجوا الفصل الدراسي.. أليس هذا تحايلا وتزييفا لمستوى التلاميذ ؟[/color]
كما أن الساعات الإضافية والتعليم الخصوصي مظهر من مظاهر تزييف المستوى الحقيقي للتلاميذ ، فأكاد أجزم أن جميع تلاميذ التعليم الخصوصي بالمغرب والتلاميذ الذين يحضرون حصص الدعم المؤدى عنها عند الأساتذة الذين يدرسونهم في القسم لهم نقط جد مرتفعة ... أليس ذلك نوع آخر من التحايل الذي يجعل المعدلات لاتعكس المستوى الحقيقي للتلميذ ؟[/color]
[font= فمن غير المنطقي أن يعيش التلميذ في مجتمع تغلغل الغش في مختلف مجالاته من البيع والشراء ، والعلاقات اليومية ، والانتخابات ويقضي معظم حياته الدراسية يتفاعل مع الغش في الساعات الإضافية ونفخ النقط والمعدلات وعندما يصل الباكالوريا نقول له سنحاسبك بقانون جديد يمنع الغش ... لن يجد كل ذي لب إلا أن يستعير من أمير الشعراء ويقول : لن يصلح قانون جديد ما أفسده الدهر...
ثم ان منح النقطة للتلاميذ بدون استحقاق او بذل جهد , فإن النتيجة واحدة وهي قتل قيم المنافسة والاجتهاد والإبداع والاعتماد على النفس بل و تؤدي مباشرة إلى تدمير قدرات التلاميذ المجدِّين ونشر ثقافة الاتكالية وتعميم الكسل والشغب في المدرسة وتكريس ذلك لاحقا في المجتمع وتزايد ظاهرة المطالبة بالشغل بدون كفاءة والرغبة في العيش الرغيد بدون مجهود ويخرج اجيالا لا تؤمن بالتنافس والاجتهاد والعمل وبالتالي فهي تهدد النسيج الاجتماعي والثقافي ومنظومة القيم مما يؤدي إلى انهيار الدولة بمؤسساتها المختلفة باعتبار المدرسة المصدر والمنبع لتخريج اجيال قادرة على التنافس وبناء المجتمع والدولة على اسس الاستحقاق والكفاءة وتكريس مبدأ المسؤولية والمحاسبة...لا المجتمع ولا الأولياء ولا التلاميذ جيل يفهم في الهواتف والانترنت والاعلام والغناء والقنوات ولا يفقه في دراسته والأغرب الوقاحة وقلة الأدب والتهجم على معلمه أو معلمته بعنف وخشونة وتجد الادارة واقفة مكتوفة الايدي تتفرج فيك ...
والملاحظ ان مجموعة من التلاميذ المتفوقين يواجهون صعوبة في الدراسات العليا و السبب بالطبع يعود الى نوعية الامتحانات التي تقيم الذاكرة فقط وتشجع على الحفظ و عندما يطلب من التلميذ ان يحل تمرينا يتطلب مجهودا ذهنيا يجد نفسه عاجزا لانه ببساطة فقد عود ذاكرته على الحفظ و لم يعلمها كيف تفكر و تحلل الامور اضافة الى المقرر فهو طويل جدا مما يدفع الطلبة للحفظ لضمان النقطة رغم انه بالامكان وضع مقررقصير و اكثر فائدة بدل هذه المقررات ...
ايضا هناك ما يسمى بسياسة تضخيم النقط كجعل نقطة التلميذ دوما فوق 10..حتى ولو كان لا يعرف يكتب اسمه بالعربية فما بالك بالفرنسية....التضخيم سياسة الدولة الهدف منها انجاح الاصلاح غصبا عنك..وهذا يتضح بشكل كبير في المتخرجين الجدد..ألم ترى أنهم يجهلون أمورا بسيطة حتى في تخصصهم..ما هو السبب؟؟؟ هو واضح تضخيم أعمى في كل مراحل التعليم..,حتى اصبحت ..علامة 9 في بكالوريا السبعينات هي بمثابة 19 في بكالوريا الجديدة بلغة أخرى عندما يسيطرالقرار السياسي على القرار البيداغوجي فما يمكننا أن ننتظره؟ نقط خيالية تتجاوز 18و 19[font= ....حتى إنشتاين، العقل البشري الرائع، لم يكن يجيد كل المواد و لم يحصل على معدل مماثل؛ ولو اشترك أستاذ الرياضيات ومدير الثانوية ووزير التعليم لما حصلوا على هذا المعدل لانه ببساطة الحصول على 19 في البكالوريا ان افترضنا الحصول على 20 على 20 في الرياضيات، ، يتطلب الحصول في الفلسفة والاجتماعيات والفرنسية والتربية الاسلامية نقاط فوق 18 على عشرين في كافة المواد المذكورة وهو امر مستحيل خاصة في الفلسفة ...
[font= من وجهة نظري فالتحدث عن مبدأ تكافئ الفرص يقتضي
[font= [color=#f00ff]اولا[/color][font= [color=#4000BF]
محاربة ظاهرة الغش التي تعتمدعلى الأدوات التكنولوجية الحديثة يجب أن تكون بواسطة التكنولوجية [/color][font= ...اذا ارادت الدولة ان تمنع الغش فهنالك عدة طرق ذكية و غير مكلفة بتاتا ..
[font= هناك اجهزة تشوش على محيط 50 متر او اكثر مثلا يتم وضعها في المؤسسات لتشويش الارسال ، هنالك اجهزة لدى الامن تكشف وجود المعآدن بالجسم كل شرطي يقف بباب المؤسسة يفتش التلاميذ و الهواتف المحصل عليها يتم وضعها في الادارة الى حين انتهاء الامتحانات ..ان لا يتجاوز عدد التلاميذ في القسم 20 تلميذا و ان يكون الحراس 3 حراس أي بمعدل حارس لكل 6 تلاميذ
[/color]
[font= ثانيا
[font= الغاء احتساب نقاط المراقبة المستمرة بمعدلات البكالوريا والاقتصار باحتسابها على نقط الامتحانات الوطنية و لان نقط المراقبة المستمرة لا تنبني على قواعد موحدة و هي تختلف من استاذ الى آخر و بين القطاع العام و القطاع الخاص
[/color]
[font= ثالثا:[/color]
[font= توحيد امتحان السنة الاولى بكالوريا او ما يسمى بالجهوي لان الملاحظ ان هناك جهات يكون فيها الامتحان الجهوي صعبا يجعل معدلات التلاميذ المتفوقين تتراوح بين 11 و 13
[font= و جهات تضع امتحانات تكون في المتناول مما يجعل معدلات التلاميذ تتجاوز15 و احيانا تصل الى 18 و 19 ...
[/color][font= رابعا :
[font= الملاحظ ان نقط الفلسفة نقط تعرف تفاوتا بين الطلبة و ذلك لان كل استاذ يقوم بالتصحيح حسب معاييره ولو تم اعطاء نفس الورقة لمجموعة من الاساتذة ليقوموا بتصحيحها فستجد ان هناك من سيضع بدون تردد 18و اخر لن يتجاوز 13 وفق مبدأ انه يتعامل فقط مع ورقة تلميذ و هو لا يملك فلسفة ديكارت او ارسطو حتى يحصل على 18 او 17 و حتى يكون هناك تكافئ الفرص فالامر يقتضي ان يتم تعيين مصحح واحد فقط حتى يقوم بتصحيح جميع اوراق الفلسفة ..او [font= الغاء امتحان الفلسفة من الامتحان الوطني و تعويضه بمادة سيحتاجوها التلميذ أكثر في الدراسات العليا كالترجمة مثلا ....نظرا لان الدراسات تكون باللغة الفرنسية ..
[/color]
[font= خامسا: ان يتبادل اساتذة الحراسة و مدير المؤسسة مع اساتذة مؤسسة اخرى من مدينة اخرى فمجموعة من الاساتدة تسمح للتلاميذ بالغش و احيانا تمد لهم الاجابات لكونهم درسو لديهم [/color]
[font=
وعندها فقط يحق لنا التحدث عن مبدأ تكافؤ الفرص [/color]
[color=#f
[font= و خلاصة القول [/color]
[font= لا أبالغ إن قلت أن 99% من المترشحين اعتمد على الغش حتى الذي لم يلجأ له ! فهو على الاقل فكر في الغش أو ان يتعاون مع صديق له او استشارته و سؤاله اذا تعذرت عليه الاجابة
[font= -لا تتعجب إن رأيت في يوم من الأيام أغلب الأطباء قامو بنسيان مقص في بطن مريض ...
[font= -لا تتعجب إن رأيت في يوم من الأيام عددا كبير من المهندسين شبه جهال...
[font= -لا تتعجب إن رأيت في يوم من الأيام أستاذا لا يوصل لك معلومة و لا تفهم معه جملة...
[font= عندما ينسى طبيب في بطننا مقصا و يهدم مهندس بيتنا و يدرس ابناءنا لدى أساتذة فاشلين ! بعد ذلك سنعرف قيمة حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : من غشنا فليس منا !! الذي كنا نستهزئ به في صغرنا[/color]
[font= ومن بني على باطل فهو باااااااااطل و العلم اخلاق قبل كل شيئ